الخطبة الأولى من رمضان كيف نستقبل رمضان؟ ومسائل مهمة يجب ان نعرفها في رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف نستقبل رمضان؟
ومسائل
مهمة يجب ان نعرفها في رمضان
القاضي / شائف الشيباني
الخطبة الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه
ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له
ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً
عبده ورسوله .
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق
تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )(1)
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من
نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرا ونساءً واتقوا الله الذي
تسآءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )(2)
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا
قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز
فوزاً عظيما )(3)
أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب الله،وخير الهدي هدي
محمد صلى الله عليه وسلم،وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة،وكل بدعة ضلالة،وكل
ضلالة في النار.
عباد الله :
إن الناس مع رمضان على ثلاثة أحوال :
1-
صنف يستقبل رمضان باشتياق وحب هم الذين
اعتادوا التقرب إلى الله فيما أفترضه عليهم فرحين فيما فتح الله تعالى على
المؤمنين من خير جزيل في رمضان هم الذين يصومونه ايمانا واحتسابا ويقيمونه ايمانا
واحتسابا طمعا في أن يغفر الله لهم ما تقدم من ذنوبهم ويجزيهم الله نفسه ثواب صيامهم.
كما في الحديث القدسي الذي رواه البخاري
يقول الله عز وجل : (..وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، ولا يزال
يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه..)
وكما في الحديث القدسي عن أبي هريرة، عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( يقول الله - عز وجل – (الصوم لي، وأنا أجزي
به..)
وكما في الحديث الذي رواه البخاري من حديث
أَبِي هُرَيْرَةَ أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ صَامَ
رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) .
2-
وصنف لا يعرف ما رمضان فلا يعد نفسه لصيامه
أو قيامه وربما صام رمضان خشية لوم الناس عليه وربما قام ليل رمضان ولكن ليس
ايمانا واحتسابا لله تعالى وإنما كي يلهوا وما أكثر وسائل اللهو في رمضان -
الأفلام ,والمسلسلات التليفزيونية ,والكيرام ,والبطة ,والشطرنج والسمر-
3-
الصنف الثالث هم المشتاقون إلى مغفرة الله
تعالى أصحاب النفس اللوامة الذين خرجوا من رمضان السابق ولم يكسبوا فيه شيئا من
الأجر فهولاء عندما يخرجون من رمضان إذا بهم يتحسرون على ما مضى منه،لأنهم لم يشعروا أنه قد غفرت ذنوبهم وخطاياهم،وتخففت من أثقالهم ،لذلك ترى من يقول من اهل هذا الصنف: في رمضان القادم
سأكون أفضل،سأحاول أن ابدأ من أول يوم، سأستعد له،سأحسن الصيام والقيام،سأقضي ما
مضى من الاعتكاف،سأهيء نفسي - إن شاء الله تعالى - لهذه المغفرة ولذلك العتق من
النار،وها قد جاء رمضان،جاء موعد الوفاء بالعهد الذي قد أخذته على نفسك لله تعالى
أنك ستكون أفضل،وأنك ستبذل قصارى جهدك لتحصد هذه المغفرة،وستخرج من اللهو واللعب
ومن التكاسل والتواني،ومن ضعف العزيمة وخمود الهمة التي أنت فيها لتنقلب إلى
اجتهاد زائد،وإلى مجاهدة النفس والهوى والشيطان حتى تكون أهلاً لمغفرة الله له،فهل
ستفي بما وعدت وسيري الله تعالى منك جهدك ووفائك بوعدك ؟.
ها قد جاء موعد الوفاء إذن،والذي قد حدده
الناس لأنفسهم موعدًا لهم،وأنهم سيبدون لله تعالى ما يكون سبب فرح الله بهم،وتوبة
الله عليهم،وإنزال رحمته بهم سبحانه وتعالى،فهلا جهزت نفسك لهذا الوفاء،وهلا أعددت
وقتك وجهدك لتحصل ذلك أم أن هذه البداية التي بدأت بها تُنذر بنفس النهاية التي قد
كانت من قبل؟
عباد الله :
ها قد جاء رمضان وأول ما يجب أن يتفكر فيه
المرء هو أن يتفكر في أن الله تبارك وتعالى قد فتح في عمره هذه المدة وأوصله إلى هذا
الموسم وأن يقطع مع الله وعدا أن لا يكرر ماكان عليه من تهاون مع رمضان في المرات
الماضية : ففي الحديث "خَابَ وَخَسِرَ مَنْ أَتَى عَلَيْهِ رَمَضَانُ
فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ "، أو كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي : " مَنْ أَتَى عَلَيْهِ رَمَضَانُ
فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ قُلْ: آمِينَ،
قُلْتُ: آمِينَ" (1).
فينبغي أن يكون حالك اليوم حزين خائف وجل أن
تمر أيامك كما مرت من قبل،وأيام العمر تمر كما مر رمضان لا يحس بها المرء،وإنما
يحس بسرعتها وبسرعة انقضائها في رمضان لقصر أيامه وإن أيام المرء كلها على هذا
الحال ولكنه لا يحس.
موسم رمضان موسم فتح جديد :
ها قد جاء يوم الفتح فقد فتح الله تعالى
عليك رمضان جديداً،فحدث نفسك وقل أَفلا أكُون عبدا شَكورا؟
فتشكر الله على هذه النعمة؛فإنه كان يمكن أن
لا تدرك هذا الموسم ولا تنعم بخيره ولكن الله فتح عليك هذا الفتح المبين فاحذر أن
يوسوس عليك الشيطان ويقول لك عاد في العمر بقية وفرص التوبة كثيرة ،فتقبل على
رمضان بفتور ومثل عادتك من التهاون في أمر هذه العبادة فهذه الوساوس الشيطانية
التي قد قيدتك عن العمل الصالح فيما مضى من عمرك والتي كانت هي طول الأمل من
الشيطان فلا تأمن أن يأخذك الله تعالى في عامك فلا تبلغ رمضان الذي أملت،فلا رمضان
الماضي قد حصلت فيه المغفرة، ولا رمضان الذي نحن فيه قد وصلت إليه.
أخي المؤمن أختي المؤمنة :
اعزم العزم الأكيد اليوم واغتنم فتح الله لك
هذا العام، فقد فتحت لك أبواب المغفرة وصفدت الشياطين لأجلك وأغلقت أبواب جهنم
أفلا تكون من الشاكرين ؟ إن المرء كما ذكر ليتمنى إذا مات أن يرجع إلى الدنيا
يومًا واحدًا يتوب فيه إلى الله تعالى ويستغفره ويعمل صالحا يقول تعالى
مخبرًا عن قول الذين ظلموا أنفسهم،عند معاينة العذاب : { رَبَّنَا أَخِّرْنَا
إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ } وكما قال تعالى:
{ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي
أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ
وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [المؤمنون: 99، 100]، وقال
تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا
أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ
الْخَاسِرُونَ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ
أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ
فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ (1) مِنَ الصَّالِحِينَ } [المنافقون: 9، 10]، وقال تعالى
مخبرا عنهم في حال محشرهم: { وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو
رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا
نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ } [السجدة: 12]، وقال تعالى: { وَلَوْ تَرَى
إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ
بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا
يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ
لَكَاذِبُونَ } [الأنعام: 27، 28]، وقال تعالى : { وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا
رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ
نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ
فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ } [فاطر: 37].
لذلك تفكر الآن كيف تشكر الله تعالى الذي
أوصلك إلى هذا الموسم سليمًا معافًى،ترجو رحمة الله تأمل في مغفرته تنتظر عفوه
وتطلب رضوانه.
الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى وصلاة على من اصطفى
عباد الله :
لقد كان النبي(ص) ( هو العلم والقدوة على
شكر الله تعالى،عندما قام الليل حتى تشققت قدماه من طول القيام ولما قيل له في ذلك
قال : "أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ". لمَّا قالت له السيدة عائشة قد غفر الله
لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال : " أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا
" (2).
فكان يشكر الله تعالى بطول القيام،يشكر الله تعالى بالإقبال عليه،وبمناجاته وتلاوة
آياته والتدبر فيها بالخشوع له بالخضوع بإتعاب هذا الجسد الفاني لله تعالى سوف
يفنى هذا الجسد الذي تخاف عليه اليوم،سيصير إلى التراب غدًا،ولا ينفعك عندما تصير
إلى التراب إلا تلك الطاعات التي فعلتها وإلا تلك القربات التي قدمتها،يذهب معه
ماله وعمله وولده ويرجع ماله وولده ويبقى له عمله،يدخل معه قبره لذلك كان شكر
النبي ( في هذه الأحوال أن يقوم لله تعالى حتى تتشقق قدماه،حتى تتورم قدماه،حتى
تنتفخ قدماه من طول القيام،وذلك شيء على الحقيقة كما ورد به الحديث (3).
ورمضان شهر
هذا الشكر على هذا المعنى الذي يشير إليه، وكان السلف الصالحون كذلك إذا قام أحدهم
ليلة وفقه الله تعالى لقيامها أصبح صائمًا شكرًا لله على توفيقه لقيام هذه الليلة
والشكر سبب الزيادة من هذه النعم قال الله تعالى :{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ
شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } [إبراهيم: 7] .
الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى وصلاة وسلام على من اصطفى
نصائح رمضانية :
1-
رمضان شهر القرآن :
عباد الله : إن رمضان شهر القرآن ،ومن أفضل ما تعمر به الأوقات في هذا
الشهر الاهتمام بالقرآن حفظاً وتلاوة وتدبراً وعملاً ،وأخبر سبحانه بخصوصية شهر
الصيام من بين سائر الشهور بأن اختاره لإنزال القرآن العظيم فيه ،وربط بين صوم
رمضان ،والقرآن الكريم ،فقال : (شَهْرُ رَمَضَانَ
الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ
وَالْفُرْقَانِ...)، البقرة : (185)،وقال تعالى : (إِنَّا
أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، القدر : (1)، وقال : (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ...)،
الدخان : (3) فأهل الصيام هم أهل القرآن ،وشهر رمضان فرصة لمدارسة القرآن ومعرفة
أحكامه ،ويجب أن لا يقتصر الأمر على التلاوة ,وإنما ينبغي أن يتعدى ذلك إلى تدبر آياته وما فيه من
وعد ووعيد فإن تحقق هذا التدبر عند التلاوة تجلت في صاحبه معاني التقوى التي يجب
أن يتحلى بها المؤمن في كل وقت والتي جعلها الله تعالى الثمرة الأساس من الصوم
وبها يحصل التآلف والتعارف بين المسلمين.
2-
التسامح: ومما يؤدي إلى التسامح بين الناس
والتآلف بينهم والتوبة من الآثام والمعاصي في رمضان هو تصفيد الشياطين ،فيكون
رمضان فرصة عظيمة لتحصيل تلك القيم الطيبة ،لأن مردة الشياطين حين تصفد تقل نسبة
الشحناء بين الناس وتتولد الرغبة في القرب من الله تعالى في تجديد التوبة ،ولا ريب
أنه من يرغب في العفو من الله تعالى يطعم حلاوة العفو عن من ظلمه وإعطاء من حرمه
ووصل من قطعه فتغلق ابواب جهنم وتفتح ابواب الجنان لكثرة ما يحصل في رمضان من
التوبة وفعل الخيرات واجتناب المعاصي والآثام .
3-
التهنئة بدخول شهر رمضان:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشّر
أصحابه بقدوم شهر رمضان ويحثّهم على الاعتناء به، كما روى أبو هريرة رضي الله عنه ،أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : «أتاكم رمضان شهر
مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه ،تفتح فيه أبواب السماء ،وتغلق فيه أبواب
الجحيم ،وتغل فيه مردة الشياطين ،لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد
حرم » رواه النسائي وهو في صحيح الترغيب.
4-
نية صوم رمضان:
يكفي في رمضان نية واحدة من أوله، لأن الصائم وإن
لم ينو كل يوم بيومه في ليلته فقد كان ذلك في نيته من أول الشهر، ولكن لو قطع
الصوم في أثناء الشهر لسفر أو مرض أو نحوه وجب عليه استئناف النية، لأنه قطعها
بترك الصيام للسفر والمرض ونحوهما.
❃-
من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين ــ رحمه الله.
5-
حكم صوم من ليس له إلا كلية واحدة، ومريض السكر الذي تتأثر كليتاه
بسبب الصوم :
إن أخبره الطبيب المسلم الثقة، بأن الصوم يؤثر سلبا
على كليته ويضره، فلا يجوز له أن يصوم، لقوله تعالى: « ولا تقتلوا أنفسكم إن الله
كان بكم رحيما ».
ــ وإن كان هذا التأثير غير مستمر بحيث يمكنه
الصيام في أيام قادمة بلا ضرر فعليه بعد الشفاء قضاء الأيام التي أفطرها من رمضان.
ــ وإن كان هذا التأثير مستمرا بحيث لا يُرجى برؤه
فلا يجب عليه الصيام أداء ولا قضاء وإنما يجب عليه كفارة إطعام مسكين عن كل يوم
أفطره من رمضان . والله أعلم.
❃-
من فتاوى الشبكة الإسلامية.
6-
حكم استخدام حقن الأنسولين في نهار رمضان مفطرة للصائم:
حقن الأنسولين غير مفطرة، لأنها ليست طعاما ولا
شرابا ولا في معنى الطعام والشراب، والأصل صحة الصوم، فلا يحكم بزوال هذا الأصل
إلا بدليل .والله أعلم.
❃-
المصدر: قناة الفقه في سؤال وجواب
7-
حكم استعمال الإبر العلاجية - الحقن - في نهار رمضان للصائم:
ما يأخذه الصائم من إبر علاجية، أو محاليل وسوائل
يدخلها إلى جسده نوعان:
الأول:
ما يحصل به التغذية وبناء الجسم، وهذا مفطر. لأنه في معنى الأكل والشرب.
الثاني: ما
لا يحصل به التغذية، وهذا لا يفطر به الصائم، لأنه ليس أكلا ولا شربا ولا في معنى
الأكل والشرب. ويستوي في ذلك ما كان عن طريق العضل أو الوريد. والله أعلم.
❃-
المصدر: قناة الفقه في سؤال وجواب.
8-
حكم شم رائحة العطور في
نهار رمضان للصائم :
لا بأس باستعمال العطور أثناء الصيام، وإنما اختلف
في استنشاق البخور، والصحيح أنه لا يفطر، ولكن الأولى ترك البخور خروجا من الخلاف.
والخروج من الخلاف مستحب. والله أعلم.
❃-
المصدر: قناة الفقه في سؤال وجواب.
9-
حكم الفدية للعاجز عن الصوم :
الإسلام:
يُعدّ الإسلام دين يسرٍ لا دين عسرٍ، ومن تيسيرِه
أن جُعل للّذين يَعجزون عن أداء بعض الفرائض لسببٍ مشروع كالمرض والسفر وغير ذلك
مَخارج يَخرجون من خلالها من دائرة الإثم والعقوبة، وقد فرَّق الإسلام بناءً على
ذلك من يَترك الفريضة لسببٍ ما عَمّن يَتركها تعدّياً أو تقصيراً منه.
وقد شُرع التسهيل في بعض العبادات نتيجة ظروفٍ
محدّدة بيّنها الشرع، ومن بين هذه العبادات الصيام؛ فقد شَرَع الإسلام للمُسافر،
والمريض، والحائض، والنفساء، والمُرضع، والرجل والمرأة العجوزين الإفطار في رمضان،
وجعل على المُستطيع منهم ضرورة القضاء، وعلى العاجز الفدية، فما هي فدية الصيام؟
وعلى من تجب؟ وما هي حالاتها؟
-
فدية الصيام وعلى من تكون فدية الصيام؟
ذَهب الفُقهاء إلى إباحة الفطر في رَمضان لثلاثة
أصناف على أن يقوم أصحابها بإخراج فدية الصيام، وهذه الأصناف هي: (الكبير في
السن رجل أو امرأة ، الحامل والمرضع ،
أ-
الشيخ
الكبير الذي يشق عليه الصوم مَشقّةً شديدة؛ فقد اتّفق أهل الفقه على إباحة الفطر
في نهار رمضان للشيخ الكبير الذي يُجهده الصوم ويشقّ عليه الصيام؛ فإذا أفطر
يتوجّب عليه إخراج الفدية عند جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة، أمّا
فقهاء المالكية فقالوا: يُندب له إخراج الفدية، وذلك لقول الله سبحانه وتعالى في
كتابه العزيز: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ )[٦] ولقول الله
سبحانه وتعالى أيضاً: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ
ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ
ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )[٧]
ب-
الحامل
والمرضع إذا أفطرتا خوفاً على وَلديهما: اختلف الفُقهاء في وجوب الفدية على الحامل
والمرضع إذا أفطرتا خوفاً على ولديهما؛ فذهب فقهاء الشافعية في أظهر الأقوال عندهم
وفقهاء الحنابلة ومجاهد إلى أنّه على كلٍّ منهما قضاء ما أفطرتا من أيام وإطعام
مسكين عن كلّ يومٍ أفطرتا فيه، مستدلين بما ذهبوا إليه بأنّ كلٍّ منها داخلٌ في
عموم قول الله سبحانه وتعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ
مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا
خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )[٧]
أمّا فقهاء الحنفية، وعطاء بن أبي رباح، والحسن،
وسعيد بن جبير، والزهري، والضحاك، والأوزاعي، والثوري، وغيرهم، والشافعية في قول
عندهم بيّنوا أنّ الفدية غير واجبة على الحامل والمرضع إذا أفطرتا خوفاً على
ولديهما، ولكن يُستحب لهما إخراجها، وذهب فقهاء المالكية والليث، والشافعية في قول
عندهم إلى التفريق بين الحامل والمرضع؛ فقالوا: إنّ الحامل تُفطر وتقضي ما أفطرته
من أيّامٍ ولا فدية عليها، أمّا المرضع فتفطر وتقضي ما أفطرته من أيام، وتُخرج
الفدية عن الأيام التي أفطرتها، وذلك لأنّ المرضع بإمكانها أن تسترضع لولدها، أي
يمكنها أن تُؤمّن له الحليب من مصدر غيرها، ولأنّ الحمل مُتصّل بالحامل، فالخوف
عليه كالخوف على بعض أعضائها، والحامل إذا أفطرت لأمر فيها فهي كحُكم المريض، أما
المرضع فأفطرت لأمر منفصل عنها فعليها الفدية.
ج- المريض الذي لا يُرجى برؤه؛ فهذا يُباح له
الفطر، لوجود وحصول المشقّة عليه في الصيام، فهو في حُكم الشيخ الكبير يجب عليه
الفطر وعليه إخراج الفدية عن الأيام التي لا يصومها.[٨]
-
مقدار فدية الصيام :
ذَهب فُقهاء المالكيّة وفقهاء الشافعية إلى أنّ
مقدار الفدية الذي يتمّ إخراجه هو مدٌّ عن كلّ يومٍ أفطره، وإلى هذا القول أيضاً
ذهب سعيد بن جبير، والثوري، والأوزاعي، أمّا فقهاء الحنفية فذهبوا إلى أنّ مقدار
الفدية الواجب إخراجه هو صاع من التمر، أو صاع من الشعير، أو نصف صاع من القمح،
هذا عن كلّ يوم يفطره، أمّا فقهاء الحنابلة فقالوا إنّ المقدار الواجب إخراجه في
الفدية هو مدٌّ من القمح، أو نصف صاع من التمر، أو نصف صاع من الشعير.
-
الفرق بين الفدية والكفارة في الصيام :
من الفروق بين الفدية والكفارة في الصيام:
تجب الفدية على الّذي يعجز عن الصيام كالشيخ الكبير
والمريض، قال تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ
ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ
ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )؛ [٧] فمن كان حاله كذلك ممّن لا يَستطيع الصوم فإنّه
يَجوز له أن يُفطِر ويُخرِج عن كلّ يومٍ كان قد أفطره أثناء شهر رمضان فديةُ طعامِ
مسكين، ويندرج تحت هذا النوع غير الشيخ الكبير المرأة العجوز الهَرِمة والمريض
مرضاً مزمناً لا يُرجى شفاؤه، وأضافَ بعض العلماء إلى هذا الصّنف المرأة الحامل
والمُرضع التي تخاف على ولدها فتفطر ثم تقضي وتُطعم مسكيناً حين استطاعتها القضاء،
وفي ذلك خلافٌ بين العلماء؛ حيث إنّ الغالبية يرون أنّ الحامل والمُرضع إن أفطرتا
في رمضان فليس عليهما إلا القضاء فقط.
أمّا الكفارة فهي التي جاء ذكرها وبيانها في حديث
أبي هريرة رضي الله عنه حيث قال: (جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
فقال: هَلَكْتُ، قال: ما شَأنُك، قال: وَقَعْتُ على امرأتي في رمضانَ، قال:
تَستطيعُ أن تُعتِقَ رَقَبَةً، قال: لا، قال: فهل تَستطيعُ أن تصومَ شهرَينِ
مُتَتابِعَينِ، قال: لا، قال: فهل تَستطيعُ أن تُطعِمَ سِتين مِسكينًا، قال: لا،
قال : اجلِسْ، فجلَس، فأُتِيَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعَرَقٍ فيه
تمر (والعَرَقُ المِكتَلُ الضَّخمُ)، قال: خُذْ هذا فتَصَدَّقْ به، قال: أعَلَى
أفقَرَ منا؟ فضَحِكَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى بَدَتْ نَواجِذُه، قال:
أَطعِمْه عِيالَك)[١٠]، والعَرَق هو القفة والمكتل ويسع خمسة عشر صاعاً وهي ستون
مُدَّاً لستين مِسكيناً لكلّ مسكين مُدّ، وللكفّارة خصال ثلاثة هي: عتق رقبة،
وصيام شهرين متتابعين دون أن يكون بينهما فاصل إلا من عذر شرعي كالمرض، وإطعامُ
ستّين مِسكيناً لكلٍّ منهم مُدٌّ بمدِّ النبي صلى الله عليه وسلم فتَكون الكفّارةُ
خاصّةً بمَن جامَع زوجته في نهار رمضان مُتعمّداً فقط، وقال بعض العلماء تجِب
الكفّارة على من تَعمّد انتِهاك حُرمة صيام شهر رمضان سواء كان ذلك بالأكل، أو
الشرب، أو الجماع.
الكفارة واجبةٌ على التّرتيب؛ حيث يَجب على الّذي
وَجبت عليه الكفّارة أن يبدأ بالعتق أوّلاً، ولعدم وُجوده في العصر الحاضر يَنتقل
إلى الجُزء الثاني من الكفّارة فيَبدأ بالصيام، فإن عَجز عنه انتقل إلى الإطعام
بأن يُطعِم ستّين مِسكيناً.
10-
فقه النساء في الصوم :
اولاً : حكم الحيض والنفاس :
يمنع الحيض والنفاس الصوم خلال فترة الحيض او النفاس حتى ينقطع
الدم وترى المرأة طهرها وهو السائل الأبيض التي تراه المرأة ولا عبرة في عدد
الأيام كثرة أم قلت ولكن العبرة في انقطاع الدم وعلى المرأة حين ذلك الاغتسال
وتنوي صيام ما تبقى من رمضان وتقضي ما فاتها بعد رمضان خلال العام ويندب ان لا
يقبل عليها رمضان التالي وهي لم تصم وان فعلت فلا بأس عليها ولكن يلزمها فدية عن
كل يوم اطعام مسكين إلى جانب القضاء كفارة التأخير وفقا لما يأخذ به جانب من الفقه
لذلك يتعين عليها المبادرة إلى القضاء .
ثانياً: حكم من حاضت وهي صغيرة بنت
تسع سنين :
إذا حاضت الفتاة فقد بلغت وصارت مكلفة بالصلاة
والصوم وغيرهما مما يجب على البالغات، ولا يجوز لأحد أن يمنعها من الصيام، كما لا
يجوز لها هي أن تطيع أي أحد في ذلك ولو كانت أمها لأن طاعة الله مقدمة على طاعة كل
أحد، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فإن استجابت لأمها فإن عليها التوبة
والقضاء.
ثالثاً: حكم من اطهرت من الحيض قبل
الفجر، ولكنها لم تغتسل إلا بعد أذان الفجر.
انقطاع دم الحيض عن المرأة قبل طلوع الفجر - ولو
بلحظة - يوجب عليها الإمساك وصيام يومها، ولو طلع عليها الفجر وهي لم تغتسل من
الحيض فصومها صحيح، فلا يشترط لصحة الصوم الغسل من الحيض أو الجنابة، وبإمكانها أن
تغتسل بعد ذلك، لكن لا يجوز لها تأخير الغسل حتى تفوتها صلاة الفجر. والله أعلم.
❃-
من فتاوى الشبكة الإسلامية.
رابعاً :حكم تعاطي حبوب منع العادة
في رمضان :
لا حرج في تناول ما
يمنع نزول الحيض في رمضان وأن الأولى ترك ذلك، وما دام الأمر جائزاً فإن من تعمده
فلا إثم عليه، وقد قال الحنابلة بجواز استعمال ما يقطع الحيض وحيث انقطع فإنها في
حكم الطاهر، قال في كشاف القناع: ويجوز شرب دواء مباح لقطع الحيض مع أمن الضرر.
وإذا انقطع الحيض بسبب تناول تلك الحبوب وصامت فقد
فعلت ما يجب عليها وليس عليها قضاء تلك الأيام من فتاوى شبكة اسلام ويب ,وابن باز مثله واضاف ندب التشاور مع الزوج
نسأل الله أن يجعلنا وإيَّاكم ممن من الله عليهم
بالهدى وثبات الايمان وصوم رمضان وقيامه وممن فاز بقيام ليلة القدر ايمانا واحتسابا
لله تعالى وحضي بخيرها الجزيل بمنِّه وكرمه والله ذو الفضل العظيم.
هذا، واعلموا رحمكم الله أنَّ من أفضل الطَّاعات وأشرف
القُربات كثرة صلاتكم وسلامكم على خير البريَّات ،صاحب المعجزات الباهرات ،والآيات
البينات.
((إِنَّ اللَّهَ
وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً )﴾56 الأحزاب
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا وحبيبنا
وقدوتنا محمَّد بن عبدالله ،وارضَ اللَّهم عن خلفائه الرَّاشدين ذوي المقام العليّ
،أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ ،وعن سائر الصَّحابة والتَّابعين...
اللهم إنا نعوذ بك من الهم والحزن ،والعجز والكسل ،والجبن
والبخل ،وضلع الدين وغلبة الرجال»
اللهم اصلح شأننا كله وشأن المسلمين أجمعين ووحد كلمتهم
ولُمَّ شعثهم وولي علينا من كانت ولايته صلاح للإسلام والمسلمين وعمارا للدنيا
والدين اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من
لا يخافك ولا يرحمنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا واجعلنا من عبادك المكرمين
اللهم اسقنا الغيث ولا تهلكنا بالجدب والسنين اللهم سقيا رحمة تصلح به العباد
والبلاد وتخرج به زرعا تأكل منه أنعمنا وأنفسنا ,ومن الثمرات رزقا لنا ,وأصلح
اللهم لنا أعمالنا وأختم بالصالحات أعمارنا وأجعل خير أيامنا يوم نلقاك فيه ..أميين
عباد الله اذكروا الله يذكركم واشكروه
يزدكم وقوموا
لصلاتكم ((إن الصلاةَ تنهى عن الفحشاءِ والمنكرِ ولذِكرُ اللهِ أكبرُ واللهُ يعلمُ ما تصنعون)). والحمد لله رب
العالمين.
إرسال تعليق
0 تعليقات