ما يكون في اليمن والشام والعراق

 

بسم الله الرحمن الرحيم

ما يكون في اليمن والشام والعراق في السنة النبوية حين تقع الفتن

وما سيكون من فتن بين المسلمين وبين الروم

ثم ما سيكون بعد ذلك من خلافة المسلمين

اعداد القاضي / شائف علي محمد الشيباني

تقديم

نورد بين يدي البحث مقدمة فيما كان قد أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد وقع فيما مضى ثم ما سيكون عليه حال الأمة من فرقة وبيان الفرقة الناجية والطائفة المنصورة وهل الفرقة الناجية هي الطائفة المنصورة أم أنهما مختلفتين، ثم سوف نتحدث عن حال اليمن والشام في الفتن أخر الزمان وذلك في قسمين :

القسم الأول : ما يكون من احداث عامة ،ويتضمن هذا القسم الفروع التالية :

الفرع الأول :ما كان قد أخبر به صلى الله عليه وسلم وقد وقع.

الفرع الثاني :ما وقع بعضه في الماضي وما بقي بعضه رهن الوقوع في المستقبل.

الفرع الثالث :الفرقة الناجية والطائفة المنصورة مما ذكره الرسول عليه الصلاة والسلم وقد حصل وهو لا يزال مستمرا إلى يوم القيامة.

القسم الثاني : ما يكون في اليمن والشام والعراق في السنة النبوية حين تقع الفتن .

 القسم الثالث ويتضمن ما سيكون من فتن بين المسلمين وبين الروم ثم ما سيكون بعد ذلك من خلافة المسلمين واخبار الساعة.

القسم الأول

ما يكون  من احداث عامة

الفرع الأول

ما كان قد أخبر به صلى الله عليه وسلم وقد وقع

1-               عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله زوى لي الأرض ، فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها ، وأعطيت الكنزين : الأحمر والأبيض "([1]).

  وقد وقع الأمر كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد بلغ ملك هذه الأمة بمقدار ما جمع له من الأرض ، وكان معظم امتداد ملك هذه الأمة في جهتي الشرق والغرب ، وأما في جهة الشمال والجنوب فقليل بالنسبة إلى المشرق والمغرب .

2-               فتح صنعاء وحضرموت وأمن الطريق بينهما ووصف أهل اليمن أنهم أهل المدد:

أ‌-                  عن خباب بن الأرت قال: شكونا إلى رسول الله وهو يومئذ متوسد بردة في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا الله تبارك وتعالى، أو ألا تستنصر لنا؟ فقال رسول الله : قد كان الرجل فيمن كان قبلكم يؤخذ فيحفر له في الأرض، فيجاء بالمنشار على رأسه فيجعل بنصفين فما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم وعصب فما يصده ذلك، والله ليتمن الله عز وجل هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله تعالى، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون)(رواه أحمد (

وقد وقع هذا الأمر في حياته فدانت الجزيرة كلها بالإسلام، وأمن الناس فيها من أقصاها إلى أقصاها ،وكان تصور هذا ضرب من الخيال، فقد كان القتل وقطع الطريق، والإغارة والنهب والسلب في كل ركن من أركانها إلا المسجد الحرام فقط.

ب‌-              حديث : ( إنِّي أجد نفَس الرحمن من ها هنا ) وأشار إلى اليمن([2]) ، قال ابن تيمية في المجموع (6/398): ( فقوله (من اليمن) يُبيِّن مقصود الحديث ؛ فإنَّه ليس لليمن اختصاص بصفات الله تعالى حتى يُظنَّ ذلك ، ولكن منها جاء الذين يُحبُّهم ويُحبُّونه ، الذين قال فيهم { مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } ) إلى أن قال : ( وهؤلاء هم الذين قاتلوا أهل الرِّدَّة وفتحوا الأمصار ، فبهم نفَّس الرحمن عن المؤمنين الكربات ، ومن خصَّص ذلك بأويس فقد أبْعد ).وفي صحيح مسلم (2542) عن عمر بن الخطاب عن النَّبيِّ قال : (( يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن )) الحديث ، قال النووي في شرحه (16/95) : ( أمداد أهل اليمن هم الجماعة الغزاة الذين يمدُّون جيوش الإسلام في الغزو ، واحدهم مَدد ) ،وقد حصل كل ذلك كما بشر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

3-               فتح مصر والوصية بأهلها:

عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله : إنكم ستَفتحون مصر، وهي أرض يسمَّى فيها القيراط، فإذا فتَحتموها، فأحسِنوا إلى أهلها؛ فإن لهم ذِمَّة ورحمًا أو قال: ذمة وصِهرًا فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها في موضع لَبنة، فاخرُج منها»، قال: فرأيت عبدالرحمن بن شرحبيل بن حسنة وأخاه ربيعة، يَختصمان في موضع لَبنة، فخرَجت منها)(رواه مسلم)

الفرع الثاني

ما وقع بعضه في الماضي وما بقي بعضه رهن الوقوع في المستقبل

1-               إخباره بفتح جزيرة العرب ثم فارس ثم الروم  :

عن نافع بن عتبة قال : كنا مع رسول الله   في غزوة قال : فأتى النبي   قوم من قبل المغرب عليهم ثياب الصرف فوافقوه عند أكمة فإنهم لقيام ورسول الله قاعد قال : فقالت لي نفسي ائتهم فقم بينهم وبينه لا يغتالونه قال : ثم قلت لعله نجى معهم فأتيتهم فقمت بينهم وبينه فحفظت منه أربع كلمات أعدهن في يدي قال : «تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم فارس فيفتحها الله ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله» .

قلت : ويبقى فتح الدجال، وسيقع الأمر فيه كما حدث تماماً، وسيكون ذلك آية أخرى لمن يشهدها في وقتها(.([3]

2-               النبي يخبر وهو في المدينة أن أمته ستفتح كنوز كسرى:

عن عدي بن حاتم قال: بينا أنا عند النبي   إذا أتاه رجل فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل فقال: يا عدي، هل رأيت الحيرة؟ قلت: لم أرها، وقد أنبئت عنها قال: فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحداً إلا الله، قلت فيما بيني وبين نفسي فأين دعار (الدعار هو الخبث الشديد) طيء الذين قد سعروا البلاد ؟ ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى قلت:  كسرى بن هرمز ؟ قال:  كسرى بن هرمز,ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحداً يقبله منه، وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له، فيقول ألم أبعث إليك رسولاً فيبلغك فيقول بلى فيقول : ألم أعطك مالاً وأفضل عليك ؟ فيقول: بلى فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم ، وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم قال عدي : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة قال عدي : فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز ، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم  : يخرج ملء كفه)( رواه البخاري (

3-               فتح الهند :

 أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أننا سنغزو الهند، ففي الحديث الصحيح الذي يرويه ثوبان رضي الله عنه ،قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار: عصابة تغزو الهند ،وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم عليه السلام "([4]) وقد تحقق غزو الهند ،وبقي القتال مع عيسى بن مريم عليه السلام.

4-               فتح القسطنطينية عاصمة الدولة الرومانية الشرقية، وفتح روما مقر الفاتيكان:

‌أ-                  عن أنس بن مالك أن رسول الله كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها يومًا فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه، فنام رسول الله  ثم استيقظ وهو يضحك قالت : فقلت : ما يضحكك يا رسول الله ؟ (قال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر "أي ظهره أو وسطه" ملوكًا على الأسرة، أو مثل الملوك على الأسرة) فقلت : يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها ، ثم وضع رأسه فنام، ثم استيقظ وهو يضحك قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله ؟ (قال : ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، كما قال في الأولى) قالت : قلت : يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم (فقال : أنت من الأولين). قال : فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمان معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت.[5] في رواية أخرى بعهد عثمان رضي الله عنه سنة سبع وعشرين بقيادة معاوية بن أبي سفيان.

‌ب-              أخرج أحمد والبخاري والبزار ، وَابن خزيمة والطبراني والحاكم وصححه عن عبد الله بن بشر الغنوي حدثني أبي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش".

‌ج-               وفي الحديث الصحيح عن أبي قبيل قال: كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص، وسئل أي المدينتين تفتح أولاً: القسطنطينية أو رومية ؟فدعا عبد الله بصندوق له حلق، قال: فأخرج منه كتاباً، قال: فقال عبد الله: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب، إذ سئل رسول الله: أي المدينتين تفتح أولاً أقسطنطينية أو رومية ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مدينة هرقل تفتح أولاً، يعني القسطنطينية"([6]) .

هذه أحاديث ثلاثة تكمل بعضها بعضا أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام فيها بفتح القسطنطينية ثم روما ،وقد كانت هذه الاحاديث دافعاً ووازعاً لأمراء المسلمين في التسابق إلى فتح القسطنطينية ؛ للفوز بتلك المنقبة المذكورة للجيش الذي سيفتحها.

وكانت بداية السبق لنيل الشرف العظيم بفتح القسطنطينية والفوز بمديح رسول الله صلى الله عليه وسلم  حسبما ورد في كتب التاريخ الاسلامي أن الغزوة الأولى حصلت سنة سبع وعشرين في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه وبقيادة معاوية بن أبي سفيان ،وهي الحملة التي استشهدت فيها الصحابية الجليلة (أم حرام بنت ملحان)؛ ودُفنت بالقرب منها وكذا أستشهد فيها الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري، ولكنَّ تلك الحملة لم تُحقق أهدافها ، فبعث معاوية حملةً أُخرى عام (54هـ ـ 674م)؛ ففتح المسلمون عدداً من المدن المحيطة بالقسطنطينية فقط ولم يفتح القسطنطينية.

،ثم وجّه الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك حملةً أُخرى في جيشٍ قُوامه نحو مائة ألف جندي، على رأسهم أخوه مَسلمة بن عبد الملك، وكان ذلك عام (98هـ ، 717م) ، غير أن حصار القسطنطينية لم يُفلح في فتحها هذه المرة أيضاً، رغم استمرار الحصار عاماً كاملاً. وقد كان مسلمة بن عبد الملك أحد الطامعين بفتح القسطنطينية بنفسه قال : بشير الخثعمي راوي الحديث : «فدعاني مَسْلَمة بن عبد الملك ، فحدثته ؛ فغزا القسطنطينية »،

وفي العهد العباسي جرتْ أكثر من محاولة للفتْح، كان من أبرزها الحملة التي جَرَتْ في عهد هارون الرشيد عام 190 هـ، ولم يُكتب لها النجاح كغيرها في تحقيق الفتح المأمول.

هذا مثالٌ تفصيليٌّ واحد يدل على كيفية تعامل المسلمين مع أخبار الغيب من الأمور القدرية التي تتعلق بها تكاليف شرعية، وأمثلة التسابق في هذا المضمار كثيرة حتى فتح الله القسطنطينية على يد الفاتح العثماني محمد الفاتح الذي حصد قصب السبق إلى هذا الشرف العظيم وفاز بمديح رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك في القرن الثامن من الهجرة.

وبذلك الفتح يكون قد تحقق ما أخبر به الرسول ،فتحت فارس والروم وزال ملك كسرى وقيصر ،وغزا المسلمون الهند ، وفتحوا القسطنطينية ، وسيكون للمسلمين في مقبل الزمان ملك عظيم ينتشر فيه الإسلام ويذل الشرك ، وتفتح روما( اوروبا الآن) مصداقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم القائل : " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين ، بعز عزيز ، أو بذل ذليل ، عزّاً يعز الله به الإسلام ، وذلاً يذل به الكفر " ([7]).

5-               ومن البشارات الطيبة في القرآن الكريم و السنة الصحيحة البشارة بتكرار الخلافة.

-       فالقرآن يقول : - {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} - سورة النور/55- ، فهذا وعد إلهي مشروط يتحقق في أي زمان و مكان إذا تحققت شروطه في أي مجتمع مسلم .

-       و أما من السنة النبوية ، فمنها حديث صحيح يتضمن بشارة مستقبلية بأن خلافة النبوة ستتكرر مستقبلا بعد خلافة الملك ، و نص الحديث هو (( تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله ان تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ))([8]) .

-       فعن أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال ولا يعده » .

-       وفي رواية : « يكون في آخر أمتي خليفة يحثو المال حثوا » ([9])

 

6-               دخول أهل اليمن الاسلام وحال كونهم أهل الايمان والفقه والحكمة:

 أخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : لما نزلت : { إِذَا جَاء نَصْرُ الله والفتح } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « جاء أهل اليمن هم أرقّ قلوباً ، الإيمان يمان ، والفقه يمان ، والحكمة يمانية » وأخرج الطبراني ، وابن مردويه عن ابن عباس قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة إذ قال : « الله أكبر قد جاء نصر الله والفتح ، وجاء أهل اليمن ، قوم رقيقة قلوبهم لينة طاعتهم ، الإيمان يمان ، والفقه يمان ، والحكمة يمانية » ([10]) .

ومن هذا الحديث يتضح جليا تحقق دخول اليمنيين في الاسلام وفيه إشارة تدل على الصفة الملازمة لطباع أهل اليمن برقة القلب ولين الطباع والإيمان والفقه والحكمة ومن ثم فإن ما ورد في الحديث ينفي أن يحمل اليمنيون فقها غير ما وصلهم في عصر الصحابة والتابعين كمذاهب أهل السنة وسنة الشيعة وهو المذهب الزيدي اللذان اقترنا كل منهم بالأخر وكوَّنَا فقها فريدا اعتصم عن الضلال  بإيمان وحكمة ومن كان هذه صفتهم استحال قبولهم بفقه ضال مثل الفقه الرافضي وما شابه ذلك من الفرق الهالكة اللهم إلا من بعض نوابت المجتمع الفاسدة الذين أغواهم الشيطان وجرهم إليه بعصبية مقيتة فهم لن يكثروا وان صارت لهم الغلبة حينا فلن يستقر لهم حكما ولن يطل لهم مدا الا كما يدوم البلاء في هذه الأمة من باب الابتلاء ثم يرفعه الله عن عباده  لتبقى اليمن بإيمانها وفقهها وحكمتها كما شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم,(والحديث في صحيح مسلم برواية مختصرة)

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « جَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً الإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْفِقْهُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ ».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفرع الثالث

الفرقة الناجية والطائفة المنصورة مما ذكره الرسول عليه الصلاة والسلم وقد حصل وهو لا يزال مستمرا إلى يوم القيامة

وبهذا الخصوص ذهب البعض إلى القول أن الفرقة الناجية والطائفة المنصورة واحد ،وفرق البعض ويرون أن الفرقة المنصورة هي طائفة مقاتلة منبثقة من الفرقة الناجية التي يتسع نشاطها كل مجالات الحياة العملية والدينية.

وفي رأينا أن أهل الفرقة الناجية هم المستقيمون على منهج كتاب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسيرته الشريفة وصحابته من اهل الفضل والفقه والاجتهاد رضي الله عنهم أجمعين غير محصورين بمذهب أو جماعة لا يجمعهم مكان ولا يقتصر وجودهم على زمان قلوبا تتألف فيما بينها وان لم تلتق أو تتعارف دعائهم (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) ،يجعهم الله على محبته يحبهم ويحبونه منهم تنبثق الفرقة المنصورة الظاهرة على الحق وكونها ظاهرة على الحق فهي بذلك الظهور دالة على الفرقة الناجية اتم دلالة وأصدق عملا وابين سيرة وسنبين ذلك فيما يلي:

 

أولاً :الفرقة الناجية:

قال الله تعالى : { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} وضّح النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذه الآية بتوضيحٍ محسوسٌ: ذلكم أنه خط صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الأرض خطّاً معتدلاً، ثم خطّ على جَنَبَتَيْه خطوطاً، فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للخط المعتدِل: "هذا صراط الله" ، وقال لهذه الطرق: "وهذه سُبُل، على كل سبيل منها شيطان يدعو الناس إليه" ، هذا مثال واضح من الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبيان الآية الكريمة: { وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} .

وفي سنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يقول: "ومن يَعِشْ منكم فسيرى اختلافاً كثيراً؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي؛ تمسّكوا بها، وعَضُّوا عليها بالنواجذ؛ وإياكم ومحدَثات الأمور، فإن كلّ محدَثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة" ([11]).

وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا: ومن هي يا رسول الله ؟ قال : "من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي "([12])

لذلك فلا نستغرب إذ حصل اختلافات ، ونشأتْ مذاهب ضالّة، وحصل صراعات بين الناس، لا نستغرب هذا، لأن هذه سنة الله سبحانه وتعالى لابتلاء العباد وامتحانهم ، ومن هو الذي يثبت على الطريق ومن هو الذي لا يثبت؟

ثانياً: الطائفة المنصورة:

-       قال الله تعالى : (( يريدون أن يُطفِئُوا نورَ اللهِ بأَفواهِهِم ويأبى اللهُ الَّا أن يُتمّ نُورَهُ ولو كَرِهَ الكافرون)).التوبة 32

-       وقال تعالى : (( إن الذين كفروا يُنفقون أموالَهُم ليَصُدَّوا عن سبيل الله فسيُنْفِقُونَها ثم تَكُونُ عليهم حسرةً ثم يُغلبون والذين كفروا إلى جهنَّمَ يُحشرون))الأنفال 36

وقد تواترت الأدلة الصحيحة التي تدل على وجود الطائفة المنصورة وعلى استمرارية وجودها إلى يوم القيامة وأنها طائفة منصورة ظاهرة على الحق لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى تقوم الساعة منها:

1-               ما جاء في صحيح مسلم : عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك)([13]).

2-               وعن المغيرة بن شعبة قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لن يزال قوم من أمتي ظاهرين على الناس حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون).

3-               وعن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لن يبرح هذا الدين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة).

4-               وعن عمران بن هاني قال: سمعت معاوية على المنبر يقول: ( لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس).([14])

5-               حديث أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال : ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم قيل وأين هم يا رسول الله قال ببيت المقدس أو أكناف بيت المقدس)). وقال النووي ... فإن قُلت: من هؤلاء الطائفة؟،قلت: قال :البخاري هم أهل العلم، وقال الإمام أحمد: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم، وقال القاضي عياض، إنما أراد الإمام أحمد أهل السنة والجماعة ،وقال النووي، يحتمل أن تكون هذه الطائفة مفرقة من أنواع المؤمنين فمنهم مقاتلون ومنهم فقهاء ومنهم محدثون ومنهم زهاد إلى غيره ذلك([15]).

وقول الامام النووي يوافقه قولنا أن الطائفة المنصورة هي فرقة مخصوصة من الفرقة الناجية اصطفاها الله للقتال ومنازلة اعداء الله الذين عجزت الدعوى عن مواجهة فسادهم وتقويم سلوكهم وصد عدوانهم عبر مدار الأزمان ومن يتأمل في التاريخ الاسلامي يجد برهانا واضح البيان ناطقا بالحق كيف انهزم كل من ناصب الاسلام والمسلمين العداء وتأمر على أوطاننا ومقدساتنا وأدبروا خاسرين.

القسم الثاني

حال بلاد الشام واليمن والعراق في زمان الفتن

أولاً : ما جاء من ذكر الشام واليمن والعراق :

-       حديث الجند المجندة: عَنْ خَالِدٍ يَعْنِي ابْنَ مَعْدَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي قُتَيْلَةَ ، عَنِ ابْنِ حَوَالَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : سَيَصِيرُ الأَمْرُ إِلَى أَنْ تَكُونُوا جُنُودًا مُجَنَّدَةً جُنْدٌ بِالشَّامِ ، وَجُنْدٌ بِالْيَمَنِ ، وَجُنْدٌ بِالْعِرَاقِ ، قَالَ ابْنُ حَوَالَةَ : خِرْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ ، فَقَالَ : عَلَيْكَ بِالشَّامِ ، فَإِنَّهَا خِيرَةُ اللهِ مِنْ أَرْضِهِ ، يَجْتَبِي إِلَيْهَا خِيرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ ، فَأَمَّا إِنْ أَبَيْتُمْ ، فَعَلَيْكُمْ بِيَمَنِكُمْ ، وَاسْقُوا مِنْ غُدُرِكُمْ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ.([16]) سنن أبي داوود قال الشيخ الألباني : صحيح

-       ومثله في مسند الامام أحمد - عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، عَنْ أَبِي قُتَيْلَةَ ، عَنِ ابْنِ حَوَالَةَ ، أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (سَيَصِيرُ الأَمْرُ إِلَى أَنْ تَكُونُوا جُنُودًا مُجَنَّدَةً ، جُنْدٌ بِالشَّامِ ، وَجُنْدٌ بِالْيَمَنِ ، وَجُنْدٌ بِالْعِرَاقِ ، قَالَ ابْنُ حَوَالَةَ : خِرْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَاكَ ، قَالَ : عَلَيْكَ بِالشَّامِ ، فَإِنَّهُ خِيرَةُ اللهِ مِنْ أَرْضِهِ ، يَجْتَبِي إِلَيْهِ خِيرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ ، فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَعَلَيْكُمْ بِيَمَنِكُمْ ، وَاسْقُوا مِنْ غُدُرِكُمْ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ).

ثانيا :ما جاء من ذكر الشام وخصت به:

1-             حديث الايمان حين تقع الفتن بالشام: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - { بينا أنا نائم إذ رأيت عمود الكتاب احتُمِل من تحت رأسي , فظننت أنه مذهوب به, فأتبعتُه بصري, فعمد به إلى الشام , ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام } مسند الإمام أحمد .

 

 

2-             حديث عمود الكتاب بالشام:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - { رأيت ليلة أُسري بي عموداً أبيض كأنه لواء تحمله الملائكة, فقلت : ما تحملون ؟ قالوا : عمود الكتاب , أُمرنا أن نضعه بالشام } فتح الباري. قال الحافظ : (سنده حسن).

3-             حديث إذا فسد الشام فلا خير في الأمة :

قال الترمذي : حدثنا محمود بن غيلان ، حَدَّثَنا أبو داود ، حَدَّثَنا شعبة ، عن معاوية ابن قرة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا فسد الشام فلا خير فيكم ، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة.

قال محمد بن إسماعيل : قال علي بن المديني : هم أهل الحديث ، وقال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح.

أ‌-                  المكان الذي يكون الحشر إليه في آخر الزمان هو الشام كما صحت بذلك الأحاديث الكثيرة منها :حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إنكم محشورون رجالا وركبانا ، وتجرون على وجوهكم ها هنا ، وأومأ بيده إلى الشام »([17])

ب‌-              حديث أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « الشام أرض المحشر والمنشر » ([18]) إلى غير ذلك من الأحاديث .

قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - : " وفي تفسير ابن عيينة عن ابن عباس رضي الله عنهما : « من شك أن المحشر ههنا ، يعني الشام ، فليقرأ أول سورة الحشر ، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يومئذ اخرجوا " ، قالوا : إلى أين ؟ قال : " إلى أرض المحشر » ([19]).

ولعله يكون هذا في آخر الزمان حيث تخرج نار تحشر الناس إلى الشام قال التِّرْمِذِيّ : حَدثنَا أَحْمد بن منيع ، ثَنَا حُسَيْن بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ ، ثَنَا شَيبَان ، عَن يحيى بن أبي كثير ، عَن [أبي] قلَابَة ،عَن سَالم بن عبد الله بن عمر ، عَن أَبِيه قَالَ : قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - :

" ستخرج نَار من حَضرمَوْت - أَو من نَحْو حَضرمَوْت - قبل يَوْم الْقِيَامَة تحْشر النَّاس . قَالُوا : يَا رَسُول الله ، فَمَا تَأْمُرنَا ؟ قَالَ : عَلَيْكُم بِالشَّام " .

وفي رواية أحمد ومسلم وأهل " السنن " : " تخرج نار من قعر عدن، تسوق ( أو : تحشر ) الناس؛ تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا " .

قال الإمام ابن كثير في " النهاية " : " ثبت في " الصحيحين " من حديث وهيب، عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين وراهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وعشرة على بعير ،وتحشر بقيتهم النار؛ تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا ) .

وقد وردت أحاديث كثيرة في فضائل الشام والترغيب في سكنها لا مجال لذكرها هنا ، وقد تقدم أن نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان يكون بالشام وبه يكون اجتماع المؤمنين لقتال الدجال ، وهناك يقتله المسيح عليه السلام بباب لد ، هذا بالإضافة إلى أن أرض الشام مهبط الأنبياء ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

 ثالثاً :ما جاء من ذكر اليمن وخصت به:

1-               خروج اثنا عشر الفا من عدن ينصرون الله ورسوله : عن المنذر بن النعمان الأفطس قال سمعت وهبا يحدث عن بن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يخرج من عدن أبين اثنا عشر ألفا ينصرون الله ورسوله هم خير من بيني وبينهم )([20]).

2-               ما رواه البخاري في صحيحه عن معاوية رضي الله تعالى عنه حيث قال البخاري : ( باب الأمراء من قريش ، حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث أنه بلغ معاوية - وهم عنده في وفد من قريش - أن عبد الله بن عمرو يحدث أنه (سيكون ملك من قحطان)  فغضب فقام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال : أما بعد فإنه بلغني أن رجالاً منكم يحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ولا تؤثر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأولئك جهالكم فإياكم والأماني التي تضل أهلها ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : « إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله في النار على وجهه ما أقاموا الدين »([21]) .

وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ فِي «فَتْحِ الْبَارِي» فِي الْكَلَامِ عَلَى حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ : (...وأَخْرَجَ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ ذِي مِخْبَرٍ([22]) عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : «كَانَ هَذَا الْأَمْرُ فِي حِمْيَرَ فَنَزَعَهُ اللَّهُ مِنْهُمْ ، وَصَيَّرَهُ فِي قُرَيْشٍ ، وَسَيَعُودُ لَهُمْ» وَسَنَدُهُ جَيِّدٌ ، وَهُوَ شَاهِدٌ قَوِيٌّ لِحَدِيثِ الْقَحْطَانِيِّ ; فَإِنَّ حِمْيَرَ يَرْجِعُ نَسَبُهَا إِلَى قَحْطَانَ ،وَبِهِ يَقْوَى أَنَّ مَفْهُومَ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ : «مَا أَقَامُوا الدِّينَ» أَنَّهُمْ إِذَا لَمْ يُقِيمُوا الدِّينَ خَرَجَ الْأَمْرُ عَنْهُمْ . انْتَهَى .

 قال فضيلة العلامة محمد الأمين الشنقيطي ([23]) في تعليقه على حديث عبد الله بن عمرو: وَاعْلَمْ أَنَّ قَوْلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، الَّذِي أَنْكَرَهُ عَلَيْهِ مُعَاوِيَةُ فِي الْحَدِيثِ الْمَذْكُورِ ، إِنَّهُ سَيَكُونُ مَلِكٌ مِنْ قَحْطَانَ إِذَا كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - يَعْنِي بِهِ الْقَحْطَانِيَّ الَّذِي صَحَّتِ الرِّوَايَةُ بِمُلْكِهِ ، فَلَا وَجْهَ لِإِنْكَارِهِ لِثُبُوتِ أَمْرِهِ فِي الصَّحِيحِ ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي «كِتَابِ الْفِتَنِ» فِي «بَابِ تَغَيُّرِ الزَّمَانِ حَتَّى يَعْبُدُوا الْأَوْثَانَ» ، وَفِي «كِتَابِ الْمَنَاقِبِ» فِي «بَابِ ذِكْرِ قَحْطَانَ» ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي «كِتَابِ الْفِتَنِ وَأَشْرَاطِ السَّاعَةِ» فِي «بَابٍ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ ، فَيَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مَكَانَ الْمَيِّتِ مِنَ الْبَلَاءِ» .

وعبارة يسوق الناس بعصاه اشارة إلى ان الناس يطيعونه فلا يحتاج إلى سلاح ودليل حال الأمن الذي يكون عليه عند ظهوره.

وَهَذَا الْقَحْطَانِيُّ لَمْ يُعْرَفِ اسْمُهُ عِنْدَ الْأَكْثَرِينَ . وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : اسْمُهُ جَهْجَاهُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ : اسْمُهُ شُعَيْبُ بْنُ صَالِحٍ ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ فِي الْكَلَامِ عَلَى حَدِيثِ الْقَحْطَانِيِّ هَذَا مَا نَصُّهُ : وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْحَجِّ أَنَّ الْبَيْتَ يُحَجُّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ : وَتَقَدَّمَ الْجَمْعُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَدِيثِ : «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُحَجَّ الْبَيْتُ ، وَأَنَّ الْكَعْبَةَ يُخَرِّبُهَا ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ» فَيَنْتَظِمُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ الْحَبَشَةَ إِذَا خَرَّبَتِ الْبَيْتَ خَرَجَ عَلَيْهِمُ الْقَحْطَانِيُّ فَأَهْلَكَهُمْ ، وَأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ قَبْلَ ذَلِكَ يَحُجُّونَ فِي زَمَنِ عِيسَى بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهَلَاكِهِمْ ،وَأَنَّ الرِّيحَ الَّتِي تَقْبِضُ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ تَبْدَأُ بِمَنْ بَقِيَ بَعْدَ عِيسَى وَيَتَأَخَّرُ أَهْلُ الْيَمَنِ بَعْدَهَا .

وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هَذَا مِمَّا يُفَسِّرُ بِهِ قَوْلُهُ : «الْإِيمَانُ يَمَانٌ» أَيْ : يَتَأَخَّرُ الْإِيمَانُ بِهَا بَعْدَ فَقْدِهِ مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ ،وَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ حَدِيثَ الْقَحْطَانِيِّ عَقِبَ حَدِيثِ تَخْرِيبِ الْكَعْبَةِ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ فَلَعَلَّهُ رَمَزَ إِلَى هَذَا . (انْتَهَى مِنْهُ بِلَفْظِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، وَنِسْبَةُ الْعِلْمِ إِلَيْهِ أَسْلَمُ ).

3-               عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ رِيحاً مِنَ الْيَمَنِ أَلْيَنَ مِنَ الْحَرِيرِ فَلاَ تَدَعُ أَحَداً فِي قَلْبِهِ - قَالَ أَبُو عَلْقَمَةَ مِثْقَالُ حَبَّةٍ وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ - مِنْ إِيمَانٍ إِلاَّ قَبَضَتْهُ » والحديث في مختصر صحيح مسلم .

 

رابعا : ما جاء من ذكر العراق وخصت به:

1-               حديث انحسار الفرات عن جبل من ذهب:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ, يَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ, ويقول كل رَجُلٍ مِنْهُمْ لَعَلِّي أَكُونُ أَنَا الَّذِي أَنْجُو " . وَفِي رِوَايَةٍ : فَمَنْ حَضَرَهُ فَلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا "([24]).

وفي تقديري أن هذه هي نهاية الفتن التي تكون في العراق وتكون بداية علامة ظهور المهدي ،ولكن يسبق ذلك فتن شرها مستطير تكون في جهة مشرق المدينة المنورة.

-        وقد أثر الصراع السياسي في أهل العلم وغيرهم من هؤلاء ،وهؤلاء ، فقال البعض: أن تلك الفتن تأتي من نجد الحجاز وهي جهة المشرق لأهل المدينة المنورة وقد وردت نجد بالاسم في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ،وهؤلاء هم الشيعة الأمامية من أهل العراق وإيران ومن حذا حذوهم في المذهب .

-       وقال الآخرون بل نجد في اللغة هي اسم عام لكل ما ارتفع من الارض والحديث النبوي يفسر بعضه بعضا فليس الإقليم المعروف اليوم بنجد هو المراد من الحديث  ، وإنَّما هو العراق ، وبذلك فسَّره الإمام الخطابي والحافظ ابن حجر العسقلاني، وتجد كلامَهما في ذلك في شرح كتاب الفتن من صحيح البخاري للحافظ، وقد تحقَّق ما أنبأ به عليه السلام؛ فإنَّ كثيراً من الفتن الكبرى كان مصدرها العراق ... )).

وفيما يلي نذكر الأحاديث التي وردت في وصف الفتن ومن أين مجيئها ؟

أولا : الأحاديث التي حددت جهة المشرق تكون الفتنة منها ولم تصرح بذكر بلدة معينة:

1-             مختصراً من حديث مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال : رأيت النبي {صلى الله عليه وسلم} يشير إلى المشرق ويقول : (ألا إن الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان) لم يزد.(رواه البخاري).

2-              وكذلك ما أخرجه من حديث سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله {صلى الله عليه وسلم} يقول : (الفتنة من ها هنا وأشار إلى المشرق) رواه مسلم.

3-               من حديث حنظلة بن أبي سفيان الجمحي عن سالم عن أبيه أن رسول الله {صلى الله عليه وسلم} قال وهو يشير نحو المشرق : (إن الفتنة ها هنا - ثلاثاً - من حيث يطلع قرن الشيطان) رواه مسلم.

4-              وفي حديث عكرمة بن عمار عن سالم عن أبيه خرج رسول الله {صلى الله عليه وسلم} من بيت عائشة فقال : (رأس الكفر من ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان) رواه مسلم.

ثانيا :الأحاديث التي صرحت بذكر جهة المشرق وأن الزلازل والفتن من نجد :

قال البخاري : حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ ذَكَرَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِى شَأْمِنَا ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِى يَمَنِنَا » . قَالُوا وَفِى نَجْدِنَا قَالَ « اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِى شَأْمِنَا ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِى يَمَنِنَا » . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَفِى نَجْدِنَا فَأَظُنُّهُ قَالَ فِى الثَّالِثَةَ « هُنَاكَ الزَّلاَزِلُ وَالْفِتَنُ ، وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ »([25])

ثالثاً : الأحاديث التي صرحت أن الفتن مصدرها العراق ومنها يطلع قرن الشيطان:

1-               عن أبي مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من ههنا جاءت الفتن نحو المشرق والجفاء وغلظ القلوب في الفدادين أهل الوبر عند أصول اذناب الابل والبقر في ربيعة ومضر).رواه البخاري

2-               ومن حديث فضيل بن غزوان عن سالم أنه قال : يا أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول : سمعت رسول الله {صلى الله عليه وسلم} يقول : (إن الفتنة تجيء من ها هنا - وأومأ بيده نحو المشرق - من حيث يطلع قرنا الشيطان وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض وإنما قتل موسى الذي قتل من آل فرعون خطأ فقال الله له ( وقتلت نفساً فنجيناك من الغم وفتناك فتوناً ) رواه مسلم ([26]) .

3-               عن أبي مسعود قال : أشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن ، فقال :  (ألا إن الإيمان ههنا ، وإن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين ، عند أصول أذناب الإبل ، حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر) رواه مسلم ([27]).

4-                عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده يؤم العراق (ها إن الفتنة هاهنا إن الفتنة هاهنا ثلاث مرات من حيث يطلع قرن الشيطان).رواه أحمد ([28])

5-               وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال دعا النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا ، وبارك لنا في شامنا ويمننا ،فقال رجل من القوم يا نبي الله وفي عراقنا ،قال : إن بها قرن الشيطان ، وتهيج الفتن ، وإن الجفاء بالمشرق . (قال الهيثمي في المجمع : رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات)

6-               الحديث الدال على فتنة أصحاب بن ذي الخويصرة التميمي:

عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي سعيد قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم يقسم جاء عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي فقال: اعدل يا رسول الله فقال : ويحك ومن يعدل إذا لم أعدل قال عمر بن الخطاب: ائذن لي فأضرب عنقه قال: ( دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر في قذذه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر في نضيه فلا يوجد فيه شيء قد سبق الفرث والدم آيتهم رجل إحدى يديه أو قال ثدييه مثل ثدي المرأة أو قال مثل البضعة تدردر يخرجون على حين فرقة من الناس). قال أبو سعيد أشهد سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم وأشهد أن عليا قتلهم وأنا معه جيء بالرجل على النعت الذي نعته النبي صلى الله عليه وسلم قال: فنزلت فيه ومنهم من يلمزك في الصدقات .

ويستفاد من هذا الحديث ما يلي:

‌أ-                  أن المراد بأصحاب ذي الخويصرة التميمي هم الخوارج , الذين قاتلهم علي بن أبي طالب, وقد كان قتالهم في العراق , وهذا أوضح أمر .

‌ب-             أن أصحاب هذه الصفات ليس هو بل أصحابه , وإلَّا لجاز له أن يأمر عمر بقتله لمروق الرجل عن الدين.

‌ج-                كما أن نص الحديث لم يقل (له أهلاً) حتى يتهم بني تميم بل قال (له أصحاباً) وهذا ايضا واضح.

فلوا تمعن القارئ ،أو السامع لوجد أن لفظ المشرق الذي تكرر أن منه تكون الفتن كما تقدم  في رواية مسلم  أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال :وهو يشير نحو المشرق (إن الفتنة ها هنا - ثلاثاً - من حيث يطلع قرن الشيطان) جاء مطلق كونه حدد الجهة ولم يحدد البلدة ،وكل من العراق ونجد الحجاز يقعان جهة المشرق بالنظر إلى منازله المتدرجة من جهة العراق شمال شرق المدينة إلى حدود البحرين جنوب شرق المدينة المنورة (تقريبا) ،وقد سمى الله تعالى منازل المشرق في القرآن ( مشارق) قال الله تعالى : (ربُّ السمواتِ والأرضِ وما بينهما وربُّ المشارقِ والمغاربِ) (الصافات 5). وقال ( ربُّ المشرقين وربُّ المغربين) ( الرحمن 17 )، أما لفظ نجد الوارد في رواية البخاري في معرض الدعاء للشام واليمن قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَفِى نَجْدِنَا فَأَظُنُّهُ قَالَ فِي الثَّالِثَةَ « هُنَاكَ الزَّلاَزِلُ وَالْفِتَنُ ، وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ » ( فإنه يحتمل المعنى الذي ذكره العلماء من جهة اللغة وهو قولهم أن نجد في اللغة هي اسم عام لكل ما ارتفع من الارض وقولهم أن الحديث النبوي يفسر بعضه بعضا فليس الإقليم المعروف اليوم بنجد هو المراد من الحديث، وإنَّما هو العراق ،وبذلك فسَّره الإمام الخطابي والحافظ ابن حجر العسقلاني، وتجد كلامَهما في ذلك في شرح كتاب الفتن من صحيح البخاري للحافظ ، ويرى البعض أنه يحتمل الإقليم المعروف اليوم بنجد ( الرياض) ،.وحيث تطرق الاحتمال في تفسيرات العلماء في بيان الجهة المقصودة بالبلدة التي يكون منها الفتن ومن جهتها يطلع قرن الشيطان ، فإن البحث لا يستقيم لطرفي التفسير بل قد ينصرف إلى معنى أبعد وهو كل بلدان جهات المشرق وتدخل نجد الحجاز والعراق والبحرين وما خلفهما حتى الشرق الأقصى وهذا تفسير وارد تؤيده الأحداث عبر التاريخ  فقد رأينا أن اشد أهل الشر فتكا بالأمة هم الخوارج الذين خرجوا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكفروه وقاتلهم بعد أن سفكوا الدماء وقطعوا الطريق ثم الروافض الذين يسمون أنفسهم بشيعة آل البيت فبالغوا بإطراء  علي بن أبي طالب وأبنائه رضي الله عنهم كما أطرأ النصارى  المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام وكل هؤلاء كان خروجهم من العراق وهم أول من يطرقهم الدجال ([29]) فعن ابي صادق _ رضي الله عنه _ قال : قال : عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :” إني لأعلم أول أهل أبيات يقرعهم الدجال أنتم أهل الكوفة ” رواه ابن شيبه في المصنف والطبراني

كلام العلماء على المقصود من هذه الأحاديث :

قال الإمام الخطابي (ت : 388) كما حكى عنه الحافظ ابن حجر (13/47) :

نجد من جهة المشرق ، ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها ، وهي مشرق أهل المدينة .ا.هـ.

وقال الحافظ (ت : 852) أيضا في الفتح (6/352) عند قول النبي صلى الله عليه وسلم " رأس الكفر نحو المشرق " : أنَّ ظهور البدع كان من تلك الجهة أي جهة المشرق ، ومن أمثلة ذلك أنَّ الخوارجَ والشيعةَ والقدريةَ والجهميَّةَ كان خروجُهم من تلك الجهة، ومجيء التتارُ وسقوط بغداد كان من المشرق ، وفي آخر الزمان خروج الدجال من تلك الجهة، فإنَّه كما جاء في صحيح مسلم (2137) (يخرج من خلة بين الشام والعراق)، وفي صحيحه أيضاً (2944): (( يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة ))[30].

ومن ثم يكون ما ورد من ذكر للعراق على وجه الخصوص و جهة المشرق عموما أقوى في إيضاح المعنى المراد بالأحاديث النبوية لأن العراق وما ورائها أكثر جهات المشرق جآءت منها الفتن على نحو ما تقدم وهو واضح جلي ولا ينكر ذلك إلاَّ جاحد.

هذا وإن كان السلف قد كتبوا عن الفتن التي قدمت من جهة الشرق ولم يشيروا إلى ما هو أقبح وأعظم من ذلك فيما كان بعدهم وهو ما كان عليه الاتحاد السوفيتي من شيوعية حمراء شعارها ( لا إله والحياة مادة) ونظرتها إلى الدين أنه ( افيون الشعوب) فزلزل الله ملكهم برجال لا يملكون 1% من قوتها وكانت الخاتمة تفكك ذلك الاتحاد ثم خلف دولة روسيا التي لا يخفى خطرها على الاسلام فقد دارت مع شقيقتها أمريكا لعبة تبادل الأدوار في العالم الاسلامي ،وذلك بأن تقوم هي بدور الحريص على مدرسة الامامة الاثناء عشرية والدفاع عنها ،وبالمقابل تقوم أمريكا بدور الحريص على المدرسة السنية والدفاع عنها وبمباركة ودعم دول أخرى مثل اسرائيل وأخواتها بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية ليقتل المسلمون بعضهم بعضا وسط وهن اسلامي ليس عن قلة ولكن كما اخبرنا عن ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث ثوبان ( مولى رسول الله ( قال : قال رسول الله ( : › يُوشكُ أنْ تَداعَى عليكم الأُمَمُ من كلِّ أُفُقٍ كما تَدَاعى الأَكَلَةُ على قَصْعَتِها , قال قلنا يا رسولَ الله : أَمِنْ قِلَّةٍ بنا يومئذٍ , قال ( : أنتم يومئذٍ كثيرٌ , ولكنْ تكونونَ غُثاءً كغثاء السَّيلِ , تُنْتَزَعُ المهابةُ من قلوب عدوِّكم , ويُجعلُ في قلوبكم الوَهْنُ , قال : قلنا : وما الوهنُ , قال ( : حبُّ الحياةِ , وكراهيةُ الموتِ ›([31]).

 

 

 

القسم الثالث

ما سيكون من فتن بين المسلمين وبين الروم ثم ما سيكون بعد ذلك من خلافة المسلمين

الفرع الأول

ما سيكون من فتن بين المسلمين وبين الروم

أولا:الفتنة الدهماء التي تسبق ظهور المهدي :

1-               عن عبد الله بن عمر قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قعوداً نذكر الفتن ، فأكثر من ذكرها ، حتى ذكر فتنة الأحلاس ،فقال قائل : وما فتنة الأحلاس ؟ قال : هي فتنة هرب وحَرَب ، ثمَّ فتنة السراء ،دخلها أو دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي ،يزعم أنه مني ، وليس مني ،وإنما اوليائي المتقون ،ثم يصطلح الناس على رجل كَوَرِكٍ على ضِلَعٍ ،ثم فتنة الدهيماء ،لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته ،فإذا قيل انقطعت تمادت ،يصبح الرجل فيها مؤمناً ،ويمسي كافراً ،حتى يصير الناس إلى فسطاطين : فسطاط إيمان لا نفاق فيه ، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه ،إذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من اليوم أو غد "[32]  .

2-               يكُونُ اخْتِلاَفٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ :

فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « يَكُونُ اخْتِلاَفٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ هَارِبًا إِلَى مَكَّةَ فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَيُخْرِجُونَهُ وَهُوَ كَارِهٌ فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ وَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ مِنَ الشَّامِ فَيُخْسَفُ بِهِمْ بِالْبَيْدَاءِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَإِذَا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ أَتَاهُ أَبْدَالُ الشَّامِ وَعَصَائِبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ ثُمَّ يَنْشَأُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَخْوَالُهُ كَلْبٌ فَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ بَعْثًا فَيَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ وَذَلِكَ بَعْثُ كَلْبٍ وَالْخَيْبَةُ لِمَنْ لَمْ يَشْهَدْ غَنِيمَةَ كَلْبٍ فَيَقْسِمُ الْمَالَ وَيَعْمَلُ فِى النَّاسِ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ - صلى الله عليه وسلم - وَيُلْقِى الإِسْلاَمُ بِجِرَانِهِ إِلَى الأَرْضِ فَيَلْبَثُ سَبْعَ سِنِينَ ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّى عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ »([33]).

3-               حديث اقتتال ثلاثة من الأمراء وظهور أصحاب الرايات السود :

عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يقتتل عند كنزكم ثلاثة ، كلهم ابن خليفة ، ثم لا يصير إلى واحد منهم ، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم " .. ثم ذكر شيئا لا أحفظه فقال : " فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج فإنه خليفة الله المهدي » ([34]).

قال ابن كثير - رحمه الله - : والمراد بالكنز المذكور في هذا السياق كنز الكعبة ،يقتتل عنده ليأخذه ثلاثة من أولاد الخلفاء ،حتى يكون آخر الزمان فيخرج المهدي ، ويكون ظهوره من بلاد المشرق لا من سرداب سامرا ، كما يزعمه جهلة الرافضة من أنه موجود فيه الآن وهم ينتظرون خروجه في آخر الزمان ، فإن هذا نوع من الهذيان ،وقسط كبير من الخذلان ،شديد من الشيطان ؛إذ لا دليل على ذلك ،ولا برهان لا من كتاب ولا سنة ولا معقول صحيح ولا استحسان ،إلى أن قال : " ويؤيده بناس من أهل المشرق ينصرونه ويقيمون سلطانه ويشدون أركانه ، وتكون راياتهم سودا أيضا ،وهو زي عليه الوقار ؛لأن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سوداء يقال له العقاب " إلى أن قال : " والمقصود : أن المهدي الممدوح الموعود بوجوده في آخر الزمان يكون أصل خروجه وظهوره من ناحية المشرق ،ويبايع له عند البيت كما دل على ذلك نص الأحاديث "([35]).(أنتهى )

ويرى البعض أنه ربما كان الكنز الذي يقتتل عنده هو الجبل من الذهب الذي ينحسر عليه الفرات في العراق.

4-               قدوم قوم من أهل المشرق ومعهم رايات سود :

وفي سنن ابن ماجه عن عبد الله بن مسعود قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل فتية من بني هاشم ، فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم اغرورقت عيناه ، وتغير لونه ، فقلت : ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه ؟ قال : إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا ، حتى يأتي قوم من أهل المشرق ومعهم رايات سود ، يسألون الحق فلا يعطونه ، فيقاتلون فينصرون ، فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه ، حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي ، فيملؤها قسطا كما ملئت جورا ، فمن أدرك ذلك منكم ، فليأتهم ولو حبوا على الثلج .

وفي تخريج الحديث في ملتقى اهل الحديث أن في إسناده يزيد بن أبي زياد ، وهو سيء الحفظ ، اختلط في آخر عمره ، وكان يقبل [ التلقين ] .

...وقد روى أبو نعيم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يخرج رجل من أهل بيتي ، يعمل بسنتي ، وينزل الله له البركة من السماء ، وتخرج له الأرض بركتها ، ويملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما ، ويعمل على هذا الأمر سبع سنين ، وينزل بيت المقدس .

 وروى أيضا من حديث أبي أمامة قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الدجال وقال : فتنفي المدينة الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد ، ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص فقالت أم شريك : فأين العرب يا رسول الله ؟ فقال: هم يومئذ قليل ، وجلهم ببيت المقدس ، وإمامهم المهدي رجل صالح .

وروى أيضا من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لم تهلك أمة أنا في أولها ، وعيسى والمهدي فهي وسطها .وهذه الأحاديث ، وإن كان في إسنادها بعض الضعف والغرابة ، فهي مما يقوي بعضها بعضا ، ويشد بعضها ببعض .فهذه أقوال أهل السنة .

خروج رايات سود من خراسان لا يردها شيء:

5-               حديث أبى هريرة - رضى الله عنه - ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "تخرج من خراسان رايات سود لا يردها شيء ، حتى تنصب بإيلياء" أخرجه الإمام أحمد (رقم 8775) والترمذي (رقم 2269) والطبراني فى (الأوسط رقم 3560)، والبيهقى فى (الدلائل 6/516)، كلهم من طريق رشدين بن سعد، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن قبيصة بن ذؤيب، عن أبي هريرة به.

 

ثانيا: ما يكون من قتال بعد البيعة للمهدي :

1-               وعن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث ،فإذا كانوا ببيداء من الأرض ([36]) خسف بهم ،فقلت : يا رسول الله ،فكيف بمن كان كارها ؟ قال : يخسف به معهم ، ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته » ([37]).

2-               وعن حفصة - رضي الله عنها - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « سيعوذ بهذا البيت - يعني الكعبة - قوم ليست لهم منعة ولا عدد ولا عدة ، يبعث إليهم جيش ،حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم » ([38]) .

3-               حديث نزول الروم بالأعماق أو بدابق:

وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ - أَوْ بِدَابَقَ - فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ ، فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتِ الرُّومُ : خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَيَّبُوا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ ، فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ : لَا وَاللَّهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا فَيُقَاتِلُونَهُمْ ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا ، وَيُقْتَلُ ثُلُثٌ هُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلْثُ لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ إِذْ صَاحَ فِيهِمُ الشَّيْطَانُ : إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَّفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ ، فَيَخْرُجُونَ ، وَذَلِكَ بَاطِلٌ فَإِذَا جَاءُوا الشَّامَ خَرَجَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَيَأُمُّهُمْ فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلَكَ ، وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ "([39])

4-               روى أبو داود في كتاب الملاحم (11/406) و الحديث صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (2/218): عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الأرض]

5-               حديث تصالحون الروم :

وروى أبو داود (3/21 رقم2767 ) والحاكم (4/420): عن ذي مخمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [تصالحون الروم صلحا آمنا، وتغزون أنتم وهم عدوا من ورائهم فتسلمون وتغنمون، ثم تنزلون بمرج ذي تلول، فيقوم رجل من الروم فيرفع الصليب ويقول: ألا غلب الصليب، فيقوم إليه رجل من المسلمين فيقتله، فعند ذلك تغدر الروم وتكون الملاحم فيجتمعون لكم، فيأتونكم في ثمانين غاية، مع كل غاية راية عشرة آلاف]، وفي رواية : [ فعند ذلك تغدر الروم و يجتمعون للملحمة]، وفي رواية في صحيح البخاري: [ فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا]،

 

 

6-               حديث الجمع لأهل الاسلام بالشام:

وروى أحمد ومسلم (18/24مع شرح النووي):عن يُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ : هَاجَتْ رِيحٌ حَمْرَاءُ بِالْكُوفَةِ فَجَاءَ رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ هِجِّيرِيٌّ إِلَّا " يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ جَاءَتِ السَّاعَةُ " قَالَ فَقَعَدَ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ : إِنَّ السَّاعَةَ لَا تَقُومُ حَتَّى لَا يُقْسَمَ مِيرَاثٌ وَلَا يُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ ، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا وَنَحَّاهَا نَحْوَ الشَّامِ فَقَالَ : عَدُوٌّ يَجْمَعُونَ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ وَيَجْمَعُ لَهُمْ أَهْلُ الْإِسْلَامِ . قُلْتُ : الرُّومَ تَعْنِي؟ قَالَ: نَعَمْ وَتَكُونُ عِنْدَ ذَاكُمُ الْقِتَالِ رِدَّةٌ شَدِيدَةٌ فَيَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً, فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجِزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ, فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ, ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجِزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ وَكُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ, ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يُمْسُوا فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ, فَإِذَا كَانَ الْيَوْمُ الرَّابِعُ نَهَدَ إِلَيْهِمْ بَقِيَّةُ أَهْلِ الْإِسْلَامِ فَيَجْعَلُ اللَّهُ الدَّبَرَةَ عَلَيْهِمْ فَيُقْتَلُونَ مَقْتَلَةً, إِمَّا قَالَ: لَا يُرَى مِثْلُهَا وَإِمَّا قَالَ: لَمْ يُرَ مِثْلُهَا حَتَّى إِنَّ الطَّائِرَ لَيَمُرُّ بِجَنْبَاتِهِمْ فَمَا يُخَلِّفُهُمْ حَتَّى يَخِرَّ مَيِّتًا, فَيَتَعَادُّ بَنُو الْأَبِ كَانُوا مِائَةً فَلَا يَجِدُونَهُ بَقِيَ مِنْهُمْ إِلَّا الرَّجُلُ الْوَاحِدُ فَبِأَيِّ غَنِيمَةٍ يَفْرَحُ أَوْ أَيِّ مِيرَاثٍ يُقَاسِمُ, فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعُوا بِبَأْسٍ هُوَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ فَجَاءَهُمُ الصَّرِيخُ أَنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَّفَهُمْ فِي ذَرَارِيهِمْ, فَيَرْفُضُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَيَقْبَلُونَ فَيَبْعَثُونَ عَشَرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً, قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّي لَأَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ, هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ, أَوْ مِنْ خَيْرِ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ"([40]).

7-               حديث ست علامات لقيام الساعة:

عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: « أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ [تَبُوكَ]، وَهُوَ فِي قُبَّةٍ [مِنْ] أَدَمٍ، فَقَالَ : " اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ : مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ، فَيَغْدِرُونَ، فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا ». وَرُوِيَ " رَايَةً "،بِالرَّاءِ وَالْغَيْنِ، وَهُمَا بِمَعْنًى. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ وَالطَّبَرَانِيُّ([41]).

 

الفرع الثاني

ما سيكون من خلافة المسلمين بعد نزول المسيح عيسى بن مريم واخبار الساعة

1-               ما يكون من أمر اليهود :

عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من رواء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر : يا مسلم ! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ،إلا الغرقد؛ فإنه من شجر اليهود)([42]).

وهذا واضح ويكون في آخر الساعة عند نزول المسيح بن مريم عليه السلام ففي مسند الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم و أنا أبكي فقال لي : ما يبكيك ؟ قلت : يا رسول الله ذكرت الدجال فبكيت ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن يخرج الدجال و أنا حي كفيتكموه و إن يخرج الدجال بعدي فإن ربكم عز و جل ليس بأعور إنه يخرج في يهودية أصبهان حتى يأتي المدينة فينزل ناحيتها ولها يومئذ سبعة أبواب على كل نقب منها ملكان فيخرج إليه شرار أهلها حتى الشام مدينة بفلسطين بباب لد ،وقال أبو داود مرة : حتى يأتي فلسطين باب لد فينزل عيسى عليه السلام فيقتله ثم يمكث عيسى عليه السلام في الأرض أربعين سنة إماماً عدلاً وحكماً مقسطاً) .

 

2-               ما سيكون من امر الخليفة القحطاني :

ما رواه البخاري في صحيحه عن معاوية رضي الله تعالى عنه حيث قال البخاري : ( باب الأمراء من قريش ، حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث أنه بلغ معاوية - وهم عنده في وفد من قريش - أن عبد الله بن عمرو يحدث أنه (سيكون ملك من قحطان)  فغضب فقام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال : أما بعد فإنه بلغني أن رجالاً منكم يحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ولا تؤثر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأولئك جهالكم فإياكم والأماني التي تضل أهلها ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : « إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله في النار على وجهه ما أقاموا الدين »([43]) .

وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ فِي «فَتْحِ الْبَارِي» فِي الْكَلَامِ عَلَى حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ : (...وأَخْرَجَ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ ذِي مِخْبَرٍ([44]) عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : «كَانَ هَذَا الْأَمْرُ فِي حِمْيَرَ فَنَزَعَهُ اللَّهُ مِنْهُمْ ،وَصَيَّرَهُ فِي قُرَيْشٍ ، وَسَيَعُودُ لَهُمْ» وَسَنَدُهُ جَيِّدٌ ، وَهُوَ شَاهِدٌ قَوِيٌّ لِحَدِيثِ الْقَحْطَانِيِّ ; فَإِنَّ حِمْيَرَ يَرْجِعُ نَسَبُهَا إِلَى قَحْطَانَ ،وَبِهِ يَقْوَى أَنَّ مَفْهُومَ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ : «مَا أَقَامُوا الدِّينَ» أَنَّهُمْ إِذَا لَمْ يُقِيمُوا الدِّينَ خَرَجَ الْأَمْرُ عَنْهُمْ . انْتَهَى .

 قال فضيلة العلامة محمد الأمين الشنقيطي ([45]) في تعليقه على حديث عبد الله بن عمرو: وَاعْلَمْ أَنَّ قَوْلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، الَّذِي أَنْكَرَهُ عَلَيْهِ مُعَاوِيَةُ فِي الْحَدِيثِ الْمَذْكُورِ ، إِنَّهُ سَيَكُونُ مَلِكٌ مِنْ قَحْطَانَ إِذَا كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - يَعْنِي بِهِ الْقَحْطَانِيَّ الَّذِي صَحَّتِ الرِّوَايَةُ بِمُلْكِهِ ، فَلَا وَجْهَ لِإِنْكَارِهِ لِثُبُوتِ أَمْرِهِ فِي الصَّحِيحِ ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي «كِتَابِ الْفِتَنِ» فِي «بَابِ تَغَيُّرِ الزَّمَانِ حَتَّى يَعْبُدُوا الْأَوْثَانَ» ، وَفِي «كِتَابِ الْمَنَاقِبِ» فِي «بَابِ ذِكْرِ قَحْطَانَ» ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي «كِتَابِ الْفِتَنِ وَأَشْرَاطِ السَّاعَةِ» فِي «بَابٍ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ ، فَيَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مَكَانَ الْمَيِّتِ مِنَ الْبَلَاءِ»

 وَهَذَا الْقَحْطَانِيُّ لَمْ يُعْرَفِ اسْمُهُ عِنْدَ الْأَكْثَرِينَ . وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : اسْمُهُ جَهْجَاهُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ : اسْمُهُ شُعَيْبُ بْنُ صَالِحٍ ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ فِي الْكَلَامِ عَلَى حَدِيثِ الْقَحْطَانِيِّ هَذَا مَا نَصُّهُ : وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْحَجِّ أَنَّ الْبَيْتَ يُحَجُّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ : وَتَقَدَّمَ الْجَمْعُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَدِيثِ : «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُحَجَّ الْبَيْتُ ، وَأَنَّ الْكَعْبَةَ يُخَرِّبُهَا ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ» فَيَنْتَظِمُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ الْحَبَشَةَ إِذَا خَرَّبَتِ الْبَيْتَ خَرَجَ عَلَيْهِمُ الْقَحْطَانِيُّ فَأَهْلَكَهُمْ ، وَأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ قَبْلَ ذَلِكَ يَحُجُّونَ فِي زَمَنِ عِيسَى بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهَلَاكِهِمْ ،وَأَنَّ الرِّيحَ الَّتِي تَقْبِضُ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ تَبْدَأُ بِمَنْ بَقِيَ بَعْدَ عِيسَى وَيَتَأَخَّرُ أَهْلُ الْيَمَنِ بَعْدَهَا .

وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هَذَا مِمَّا يُفَسِّرُ بِهِ قَوْلُهُ : «الْإِيمَانُ يَمَانٌ» أَيْ : يَتَأَخَّرُ الْإِيمَانُ بِهَا بَعْدَ فَقْدِهِ مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ ،وَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ حَدِيثَ الْقَحْطَانِيِّ عَقِبَ حَدِيثِ تَخْرِيبِ الْكَعْبَةِ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ فَلَعَلَّهُ رَمَزَ إِلَى هَذَا . (انْتَهَى مِنْهُ بِلَفْظِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، وَنِسْبَةُ الْعِلْمِ إِلَيْهِ أَسْلَمُ ).

3-               رِيحٌ مِنَ اليَمَنِ فَتَقْبَضَ كُلَّ مُؤْمِنٍ:

أ‌-                   عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ رِيحاً مِنَ الْيَمَنِ أَلْيَنَ مِنَ الْحَرِيرِ فَلاَ تَدَعُ أَحَداً فِى قَلْبِهِ - قَالَ أَبُو عَلْقَمَةَ مِثْقَالُ حَبَّةٍ وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ - مِنْ إِيمَانٍ إِلاَّ قَبَضَتْهُ »

ب‌-             وعن عُقْبَةُ بن عامر رضي الله عنه قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «لا تزال عِصابة من أمَّتِي يقاتلون على أمر الله، قاهرين لعدوِّهم، لا يضُرُّهم منّ خالفهم حتى تأتيهم الساعة، وهم على ذلك، ثم يبعثُ الله ريحاً كريح المسك، مسُّها مس الحرير، فلا تترك نفْسا في قلبه مثقال حَبَّة من إيمان إلا قبضتُهُ، ثم يبقى شرار الناس. عليهم تقوم الساعة » أخرجه مسلم

 تقرأ في الحديث الثاني توضيحاً للإشكال، فإن الخير يبقى في الأمة إلى قيام الساعة، حتى يبعث الله كريح المسك تقبض المؤمنين الخيرين ثم يبقى شرار الناس، عليهم تقوم القيامة.

4-               القيامة تقوم على شرار الناس: 

‌أ-                  عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس » أخرجه مسلم.

‌ب-              المكان الذي يكون الحشر إليه في آخر الزمان هو الشام :

 كما صحت بذلك الأحاديث الكثيرة منها :حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إنكم محشورون رجالا وركبانا ، وتجرون على وجوهكم ها هنا ، وأومأ بيده إلى الشام »([46]) وحديث أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « الشام أرض المحشر والمنشر » ([47]) إلى غير ذلك من الأحاديث.

ج‌-   النار التي ستحشر الناس إلى المحشر خروجها من اليمن :

قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - : " وفي تفسير ابن عيينة عن ابن عباس رضي الله عنهما : « من شك أن المحشر ههنا ، يعني الشام ، فليقرأ أول سورة الحشر ، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يومئذ اخرجوا " ، قالوا : إلى أين ؟ قال : " إلى أرض المحشر » ([48]).

ولعله يكون هذا في آخر الزمان حيث تخرج نار تحشر الناس إلى الشام قال التِّرْمِذِيّ : حَدثنَا أَحْمد بن منيع ، ثَنَا حُسَيْن بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ ، ثَنَا شَيبَان ، عَن يحيى بن أبي كثير ، عَن [أبي] قلَابَة ،عَن سَالم بن عبد الله بن عمر ، عَن أَبِيه قَالَ : قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - : " ستخرج نَار من حَضرمَوْت - أَو من نَحْو حَضرمَوْت - قبل يَوْم الْقِيَامَة تحْشر النَّاس . قَالُوا : يَا رَسُول الله ، فَمَا تَأْمُرنَا ؟ قَالَ : عَلَيْكُم بِالشَّام " .

وفي رواية أحمد ومسلم وأهل " السنن " : " تخرج نار من قعر عدن، تسوق ( أو : تحشر ) الناس؛ تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا " .

قال الإمام ابن كثير في " النهاية " : " ثبت في " الصحيحين " من حديث وهيب، عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين وراهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وعشرة على بعير ،وتحشر بقيتهم النار؛ تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا ).

،،،،،،، انتهى بعون الله وتوفيقه والله من وراء القصد،،،،

القاضي / شائف الشيباني

 

 



[1]- (6) صحيح مسلم ، كتاب الفتن ، باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض ، (4/2215) ، ورقمه (2889) .

 

[2] - وهو حديث صحيح أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (4/70)، والطبراني في المعجم الكبير.

[3]   رواه مسلم عن قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عبدالملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن نافع بن عتبة

[4]- (7) الحديث أخرجه النسائي ، وأحمد وغيرهما ، وإسناده قوي ، انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ ناصر الدين الألباني : (4/570) حديث رقم (1934) .

[5] - أخرجه البخاري ومسلم.

[6] - رواه أحمد والدارمي وابن أبي شيبة والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ، انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (1/8) حديث رقم : (4) .

[7] - رواه ابن حبان في صحيحه ، وابن عروبة في المنتقى من الطبقات ، وأورده الشيخ ناصر الدين الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة : (1/7) ، حديث رقم : (3) .

 

[8] - أحمد بن حنبل : المسند ، ج 4 ص: 273 . و علي الهيثمي: مجمع الزوائد ، ج 5 ص: 341 . و الألباني : السلسلة الصحيحة ، ج 1 ص: 34 .وفي رواية أخرى : ("ستكون خلافة نبوة, ثم يكون ملك ورحمة, ثم يكون ملك وجبرية, ثم يكون ملك عضوض" أخرجه أبو داود في سننه في كتاب السنة باب8. والترمذي في الفتن باب 48. والإمام أحمد 4/273,5/44-50-404.العضوض هو ما يكون فيه من تعسف وظلم والجبري هو الحكم الدكتاتوري

وقد ثبت عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه من وجوه أنه لما قاتل أهل الجمل لم يسب لهم ذرية, ولم يغنم لهم مالا, ولا أجهز على جريح, ولا اتبع مدبرا, ولا قتل أسيرا, وأنه صلى على قتلى الطائفتين بالجمل وصفتين, وقال: "إخواننا بغوا علينا".

 

 

[9] - أخرجه مسلم في صحيحه ، كتاب الفتن ( 4 / 2234 ، 2235 ) .

[10] - الحديث مروي في فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير _ محمد بن علي بن محمد الشوكاني (المتوفى : 1250هـ)[ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ، وهو ضمن خدمة مقارنة التفاسير ] وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن الناس دخلوا في دين الله أفواجاً ، وسيخرجون منه أفواجاً » وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { وَرَأَيْتَ الناس يَدْخُلُونَ فِى دِينِ الله أفواجا } قال : « ليخرجنّ منه أفواجاً ، كما دخلوا فيه أفواجاً »

[11] - رواه مسلم ( 4 / 2225 / ح 2879) في الفتن ، باب فتح قسطنطينية ونزول عيسى بن مريم

 

[12] - وهذا الحديث قد صح من طرق، كما ذكره العماد ابن كثير وغيره من الحفاظ، وهو في "السنن لأبي داود والترمذي وابن ماجة والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم" وغيرها، ورواه محمد بن نصر في "كتاب الاعتصام" .وراجع أيضاً إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد - صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - مؤسسة الرسالة - الطبعة الثالثة  1423هـ 2002م - ج 2

[13] - قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 599 : أخرجه مسلم ( 6 / 52 - 53 ) و أبو داود ( 2 / 202 ) و الترمذي ( 2 / 36 ) و ابن ماجة ( 2 / 464 - 465 ) و أحمد ( 5 / 278 - 279 ) و الحاكم أيضا ( 4 / 449 -

450 ) من حديث ثوبان مرفوعا . و روى الحديث بزيادة فيه بلفظ : " لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين ، لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله و هم كذلك ، قالوا : و أين هم ؟ قال : ببيت المقدس و أكناف بيت المقدس "[13]

[14] - جميع هذه الأحاديث الواردة أعلاه أخرجها مسلم في صحيحه والأحاديث الواردة في هذا الباب كثيرة ومنها ماهي في الصحيحين ومنها في السنن ومروية من طرق مختلفة.

 

[15] - عمدة القاري شرح صحيح البخاري بدر الدين العيني الحنفي - ملفات وورد من ملتقى أهل الحديث

[ الكتاب من المكتبة الشاملة مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]

تنبيه : هذه النسخة معدلة، أضفت إليها نصا كان ناقصا في الأولى. تاريخ التعديل : 19 ربيع الأول 1427 هـ الموافق : 17 نيسان ( أفريل ) ، 2006 م قام بتنسيقه وفهرسته أسامة بن الزهراء - عفا الله عنه - لملتقى أهل الحديث

[16] -  سنن أبي داود : سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني الأزدي-دار الفكر-محمد محيي الدين عبد الحميد -الأجزاء : 4

مع الكتاب : تعليقات كَمَال يوسُفْ الحوُت والأحاديث مذيلة بأحكام الألباني عليها.

أَيْ تَكَفَّلَ لِي بِأَهْلِ الشَّام بِأَنْ لَا تُصِيبهُ الْفِتْنَة وَلَا يُهْلِك اللَّه بِالْفِتْنَةِ مَنْ أَقَامَ بِهَا . وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيّ.

الغُدر: جمع غدير، وهو الذي يبقى بعد ذهاب السيل، وبعد انقطاع المطر، والناس يأتون إليها ويشربون منها. قوله: [ (فإن الله توكل لي بالشام وأهله) ]. يعني: أنه وعده بأن يكلأهم ويحفظهم.

17046

-[17] أخرجه الإمام أحمد في المسند ( 5 / 3 ) ، والترمذي في كتاب صفة القيامة ( 4 / 532 ) ، وقال : هذا حديث حسن صحيح .

 

[18] - أخرجه الإمام أحمد في المسند ( 6 / 463 ) ، وابن ماجه : كتاب إقامة الصلاة ( 1 / 450 ) ، وأخرجه الربعي في فضائل الشام ( 4 ) ، وصححه الألباني في تخريجه له .

 

[19] - فتح الباري ( 11 / 380 ) ، وانظر تفسير ابن كثير ( 4 / 330 ) .

[20] - مسند أحمد بن حنبل تعليق شعيب الأرنؤوط : المنذر بن النعمان هو الأفطس اليماني روى عنه جمع وأطلق ابن معين القول بتوثيقه وذكره ابن حبان في الثقات وقد تفرد بهذا الحديث وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين . . وقال الهيثمي رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما رجال الصحيح غير منذر الأفطس وهو ثقة

 * * عدن أبين تقع شمال شرق عدن وإليها تنسب عدن فيقال عدن أبين للتمييز بينها وبين عدن لاعة وتقع هذه في بلاد لاعة من أعمال حجة في غرب شمال صنعاء وعدن لاعة اليوم خرائب وأطلال ومكانها معروف.

[21]  - رواه البخاري في : كتاب الأحكام . باب : الأمراء من قريش ، (13/114) من الفتح .

[22] - أحمد بن مِخْبَر (بِكَسْرِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْمُعْجَمَةِ وَفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ بَعْدَهُمَا رَاءٌ - وَهُوَ ابْنُ أَخِي النَّجَاشِيِّ -

[23] - أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى : 1393هـ) - دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع بيروت – لبنان ط 1415 هـ - 1995 مـ

 

[24] - رواه البخاري (13 / 78) في الفتن، باب خروج النار، ومسلم (4 / 2220 / ح 2894) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب.

[25] - أخرجه البخاري ومسلم أيضاً من وجه آخر عن سالم به مرفوعاً، وأخرج البخاري (13/38 ـ بشرح العسقلاني) وأحمد (2/118) وابن عساكر من طريق نافع، عن ابن عمر مرفوعاً: (اللَّهمَّ بارك لنا في شامنا، اللَّهمَّ بارك لنا في يَمننا، قالوا: وفي نجدنا؟ قال: هناك الزلازل) الحديث، وأخرجه الترمذي وصحَّحه، وعزاه المنذري في الترغيب (4/61) للترمذي وحده فوهم، وله عند أحمد (2/126) طريق أخرى عن ابن عمر.

[26] - سورة طه وليس لفضيل بن غزوان عن سالم في الصحيح غير هذا الحديث الواحد ونقله أيضاً من حديث عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر.

[27] - رواه مسلم، ومثله في مسند الإمام أحمد بن حنبل ج4/ص118 عن أبي مسعود.

[28]- إسناده صحيح مسند أحمد – الصفحة أو الرقم: 9/105

 

[29] - وإنما قصد البعض اتهام بني تميم لعلمهم أن محمد بن عبد الوهاب تميمي بقصد الحاق الاتهام بأتباعه المنعوتين بالوهابيين تارة وبالسلفيين تارة أخرى وهم في حقيقة الأمر مجددي هذا العصر على المذهب الحنبلي كما كان من قبلهم في التجديد ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى ومن هنا تعلم وبحق أن اتهام هذه الحركة المجددة في الاسلام والداحضة لأهل البدع هو من قبيل الخبث السياسي والمكر السيئ ،أمَّا بني تميم فقد ورد فيهم من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا. فيما رواه البخاري في صحيحه قال : حدثنا زهير بن حرب ، حدثنا جرير ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، عن ابي هريرة قال : ما زلت أحب بني تميم منذ ثلاث سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيهم : (هم أشد أمتي على الدجال) ،قال : وجاءت صدقاتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (هذه صدقات قومنا) ،وكانت سبية منهم عند عائشة فقال : (أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل).

[30] - [ طلس ] ط ل س : طَلَس الكتاب محاه فتَطلَّس وبابه ضرب و الأطْلَسُ الخلق وكذا الطِّلْسُ بالكسر يقال رجل أطلسُ الثوب وذئب أطلس وهو الذي في لونه غُبرة إلى السواد وكل ما كان على لونه فهو أطلس و الطَّيْلَسانُ بفتح اللام واحد الطَّيَالِسَةِ والهاء في الجمع للعُجمة لأنه فارسي معرب والعامة تقوله بكسر اللام.مختار الصحاح باب الطاء.

والطيالسة : ثياب معروفة تلبس على الكتف تحيط بالبدن خالية من التفصيل والخياطة .

[31] - رواه الإمام أحمد رقم 22397 ج37/82 وغيره , وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم 8183 .

[32] - (1) حديث صحيح ، أخرجه أبو داود والحاكم وأحمد ، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ، انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ ناصر الدين الألباني (2/702) ، حديث رقم (974) .

1-         والأحلاس جمع حلس ، وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب ، شبهت به الفتنة لملازمتها للناس حين تنزل بهم كما يلازم الحلس ظهر البعير ، وقد قال الخطابي : يحتمل أن تكون هذه الفتنة شبهت بالأحلاس لسواد لونها وظلمتها .

2-                  والحَرَب بفتح الراء : ذهاب المال والأهل ، يقال : حَرِب الرجل فهو حريب فلان إذا سلب ماله وأهله .

3-         والسراء النعمة التي تسر الناس من وفرة المال والعافية ، وأضيفت الفتنة إليها لأن النعمة سببها ، إذ إن الإنسان يرتكب الآثام والمعاصي بسبب ما يتوفر له من الخير .

4-                  وقوله : " كورك على ضلع " هذا مثل للأمر الذي لا يستقيم ولا يثبت ، لأن الورك لا يتركب على الضلع ولا يستقيم معه

5-                  والدهيماء : الداهية التي تدهم الناس بشرها .

عن سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال : يخرج رجل من أهل المشرق يدعو إلى آل محمد وهو أبعد الناس منهم ينصب علامات سود أولها نصر وآخرها كفر ؛ يتبعه خشازة العرب وسفلة الموالي والعبيد الآباق ومراق الآفاق سيماهم السواد ودينهم الشرك وأكثرهم الجدع قلت: وما الجدع؟ قال : القلف ثم قال حذيفة لابن عمر : ولست مدركة يا أبا عبد الرحمن فقال عبد الله : ولكن أحدث به من بعدي قال : فتنة تدعى الحالقة تحلق الدين يهلك فيها صريح العرب , وصالح الموالي وأصحاب الكنوز والفقهاء وتنجلي عن أقل من القليل . الفتن(1|212) وقد جاء في ملتقى أهل الحديث  أن سعيد متروك الحديث

 

[33] - سنن أبي داود - المكنز - (4288-4290 ) ومسند أحمد - المكنز - (27446) من طريقين أحدهما فيه مبهم والثاني عَنْ أَبِى الْخَلِيلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وهو موصول وله طريق آخر عند إسخاق فالحديث صحيح.

 

[34] - أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الإيمان ( 2 / 193 ) . وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة فينزل عيسى فيقول أميرهم : تعال صلّ لنا ، فيقول : لا ، إن بعضكم على بعض أمراء ، تكرمة الله هذه الأمة » أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الإيمان ( 2 / 193 ) .

 

[35] - النهاية في الفتن والملاحم : ( 1 / 55 ، 56 ) . تنبيه : جاء في موسوعة البحوث والمقالات العلمية لعلي بن نايف الشحود أن (كل أحاديث الرايات أحاديث وضعها بعض الفرس ليؤيدوا الثورة العباسية التي انطلقت من خراسان) وأحسَبُ أن هذا الحديث الوارد عن ثوبان من صحيح مسلم هو أصحها فلا يلتفت إلى غيره بيد أن وجه الاعتراض عليه عند علماء أهل السنة وشيخ الاسلام بن تيمية هو عدم جواز قول : خليفة الله وإنما الخلفاء هم خلفاء عن رسول الله (ص) ومن ثم يكون الحديث صحيحا في المعنى وباطل لفظا.

[36] - يقول النووي - رحمه الله - قال العلماء : البيداء كل أرض ملساء لا شيء بها ، وبيداء المدينة : الشرف الذي قدام ذي الحليفة أي إلى جهة مكة . شرح صحيح مسلم للنووي ( 18 / 5 ) .

[37] - أخرجه مسلم في صحيحه . كتاب الفتن : ( 4 / 2209 ) .

[38] - أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الفتن : ( 4 / 2210 ) .

[39] - رواه مسلم ( 4 / 2225 / ح 2879) في الفتن ، باب فتح قسطنطينية ونزول عيسى بن مريم

وَالْأَعْمَاقُ قَالَ فِي الْقَامُوسِ : بَلَدٌ بَيْنَ حَلَبَ وَأَنْطَاكِيَةَ مَصَبُّ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ لَا تَجِفُّ إِلَّا صَيْفًا وَهُوَ الْعُمْقُ جَمْعٌ بِأَجْزَائِهِ 4 اهـ . وَقَالَ أَيْضًا : دَابَقُ كَصَاحَبَ وَهَاجَرَ قَرْيَةٌ بِحَلَبَ ، وَفِي الْأَصْلِ اسْمُ نَهْرٍ ، وَدُوَيْبِقٌ قَرْيَةٌ بِقُرْبِهَا

[40] - رواه مسلم "4/ 2230/ ح2899" في الفتن، باب إقبال الروم في كثرة القتل عند خروج الدجال. والهجيرى: أي شأنه ودأبه. والشرطة الطائفة من الجيش. ونهد إليهم: أي نهض وتقدم. والدبرة: هي الدائرة تدور على الأعداء.

[41] - رواه البخاري 6: 198 - 199 من (الفتح). ورواية «راية» بالراء - هي رواية أبي داود، كما نص عليه الحافظ. وفي معناه حديث لعبد الله بن عمرو بن العاص. رواه أحمد في المسند: 6623

 

[42] - أخرجه الشيخان، وأحمد (2/398 و 417 و530)، والخطيب (7/207)، والداني (64/2- 65/1).

[43] --  (2) رواه البخاري في : كتاب الأحكام . باب : الأمراء من قريش ، (13/114) من الفتح .

 

[44] - أحمد بن مِخْبَر (بِكَسْرِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْمُعْجَمَةِ وَفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ بَعْدَهُمَا رَاءٌ - وَهُوَ ابْنُ أَخِي النَّجَاشِيِّ -

[45] - أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى : 1393هـ) - دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع بيروت – لبنان ط 1415 هـ - 1995 مـ

 

-[46] أخرجه الإمام أحمد في المسند ( 5 / 3 ) ، والترمذي في كتاب صفة القيامة ( 4 / 532 ) ، وقال : هذا حديث حسن صحيح .

 

[47] - أخرجه الإمام أحمد في المسند ( 6 / 463 ) ، وابن ماجه : كتاب إقامة الصلاة ( 1 / 450 ) ، وأخرجه الربعي في فضائل الشام ( 4 ) ، وصححه الألباني في تخريجه له .

 

[48] - فتح الباري ( 11 / 380 ) ، وانظر تفسير ابن كثير ( 4 / 330 ) .




إرسال تعليق

0 تعليقات